رحلة مع الأيام

البارت الخامس والأربعون

إنه اليوم الأول لهم بالعمل بعد عقد قرانهم ليتلقوا التهانى من الجميع حتى معتز قدم لهم التهنئة بقلب صافي
تبدأ وتين كعادتها بتقديم البرنامج لتتفاجأ بباقة ورد كبيرة تدخل الإستوديو يعقبها تورتة كبيرة وتهنئة علي الشريط المار  بالشاشة علي عقد قرانهم لم تستطيع وتين تصديق نفسها بلقد شعرت أنها علي جناح من اليمامة من فرط سعادتها لتشعر أن بعد الظلام الحالك التى كانت تغوص به خرجت إلي طاقة متوجه من الضوء لتحمد الله

*********************

يستمع محمود إلي الطبيب في ذهول ولاوعى لا يستطيع تصديق أذنه ليطلب من الطبيب التوضيح ليشعر الطبيب بالأسف لتلك الحالة النفسية التى عليها عقب سماعه تلك الكلمات عيونه الزائغة الملتمعة بالدموع وأنفاسه المضطربه وملامحه التى ذادها الخبر أعوام ليردد الطبيب بأسف شديد
- إنت راجل متقي وده قدر وإن شاء الله خير يا أستاذ محمود

خير وعن أى خير تتحدث بذلك المرض اللعين الذي ينهش في الجسد نهشا حتى يدمره

ينهض محمود من أمام الطبيب متثاقلا يتكئ علي ما تبقي له من حياة ليشعر بحبات الأمل تفرط أمام عيناه لا يعلم كيف عاد إلي المنزل يحمد الله أنه عاد بدون سقوط

يرتمى علي الأريكة يشعر بالوحدة وكأنه في عالم خالى من البشر ليجهش بالبكاء فلا أحد يعطى له إهتمام أو يشعر بما يعانيه

تأتى زوجته علي صوت بكاؤه لتسأله بفزع عن سبب بكاؤه ليخبرها أنه قد أصيب بذلك المرض اللعين السرطان
فور سماعها للكلمة تبتعد عنه ليشعر بالإحباط عقب تصرفها ذلك ليردد بتهكم وسخرية
- مالك جريتى كده... مش معدى خالص دا بيقطع في صاحبه بس وبيعذب فيه

تلجلج زوجته في الحديث لتعرض عليه أن يقيم في إحدى المستشفيات الحكومية لحين الشفاء والأغرب أنها تطلب منه أن يقوم بكتابة الشقة بإسم إبنها حتى لا تشاركه إبنته سيليا فيها متحججة أنها الآن زوجة لطبيب

لا يستطيع تصديق ما سمعه للتو أذلك هو رد فعلها علي مرضه وآلامه تتنحى عن واجبها كزوجة للوقوف بجانبه بل تريد أن ترميه بعيدا عنها ليتكفل بعلاجه وتخفيف آلامه الغرباء.... بل أيضا تفكر في إغتصاب حق إبنته
يتطلع لها ليردد في هدوء حذر وكأنه يريد قطع جميع تلك الخيوط
-أروح مستشفي حكومى ليه أنا هفض المشروع اللي كنت عامله لأسامه وأهو أسامه لسه صغير ونصرف من الفلوس دى لحد ما أتعالج أو ربنا يأذن

لم يستأنف حديثه بل قاطعته زوجته بغضب وهى تردد بصوت مرتفع
- مشروع إيه يا أبو مشروع اللي عاوز تفضه... لا إنت أظاهر إتجننت لا فوق كده المشروع ده بتاع إبنى والبيت ده هيتكتب لإبنى فاهم والا لأ..... إنت موظف ممكن تتعالج علي حساب الدولة

هنا ينهض محمود فلقد وقعت تلك الستار ليراها الآن علي حقيقتها مجردة من أى تجملات ليردد بهدوء
- أول مرة أكون فاهم أوى كده