البارت التاسع والثلاثون

398 12 4
                                    

هكذا هي الحياة ألم يتبعه ألم
وأحيانا نتخلص من الألم بألم أقوى منه لنزع الجزء المصاب من جذوره حتى نشعر عقبها بالراحة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يمر الأسبوع التالى علي الجميع بصعوبة
فذلك المشهد المؤلم لا تستطيع ريهام أن تنساه بتلك السهولة بالرغم من تلك الأدوية المهدئة التي تتناولها ولكن لم يكتشفوا تلك الأدوية الخاصة بالمشاعر

إبنتها فلذة كبدها تراها بذلك الشكل أمر ليس بهين عليها
أما عن خلود فلا تفارقها طيلة تلك المدة وأيضا وتين التي عجزت عن العمل طيلة ذلك الأسبوع وظلت بجوارها سندا لها

كان كل من تيم وساهر دائمى زيارتهم ونادر كان الطبيب المشرف علي حالتها لتتولى وتين تكاليف علاجها علي نفقتها الخاصة

لم يقتصر الألم علي فقدان إبنتها فحسب ليأتى اليوم والدها يقف أمامها بجبروته وقسوته يهددها إن فضحت تلك العائلة ليعطيها أسباب للكتمان ليس لها أصل من الصحة كسمعة العائلة ومستقبل أخيها وسمعة أختها ليختمها بتهديدها بطلاق والدتها إن تحدثت بكلمة واحدة

كانت ريهام تتطلع له في صمت وجمود حتي أربكه ردة فعلها تلك ليشعر وللمرة الأولى بضعفه أمامها ليلقي ببعض الكلمات ثم ينصرف

تدلف عقبها فاطمة بعيونها الباكية تلقي بتحيتها لتردها ريهام بجمود لتقترب فاطمة منها تسألها عن أحوالها لترد عليها ريهام وهى علي نفس حالة الجمود تلك
- الحمد لله يا مرات عمى... أخبارك إيه...وأخبار إبنك يارب يكون بخير ويكون القرف اللي بيشمه ده عادل مزاجه...فضلتى تدورى علي واحدة كويسة متربية عشان تجوزيها لإبنك الفاسد عشان تصلح حاله قام هو كسرها ودمرها وفسد حياتها كلها وفضل هو زى ما هو فاسد برضه... يارب تكونى مبسوطة بإبنك

تنحب فاطمة عقب تلك الكلمات لتحاول تقبيل كف ريهام التي تنزع منها يدها سريعا لتردد فاطمة برجاء
- عشان خاطرى يا بنتى بلاش تبلغي عنه... دى حالته تصعب عالكافر... متنسيش إنها بنته برضه

تطلق ريهام ضحكاتها التهكمية لتنزف معها الدموع لتردد بتهكم
- بجد... تصدقي صعب عليا أوى... إطمنى أنا مش هبلغ عنه أولا عشان بنتي متتبهدلشي وتتشرح وتخرج من قبرها تانى، وثانيا عشان أنا متأكده إن ربنا أقوى من الجميع وهياخد حقي وحق بنتى منكم..... ودلوقتى مش عاوزة أشوف وش حد فيكم تانى أنا بكرهكم كلكم

تنهض فاطمة عقب تلك الكلمات مهرولة للخارج لتهمهم ببعض الكلمات وتغلق الباب خلفها

عقب خروجها تقترب كل من وتين وخلود من ريهام يتطلعوا إليها بإستنكار علي موقفها فلقد ظنوا إصرارها علي أخذ ثأر إبنتها ولكنها تتنازل عنه بسهولة هكذا

تفهم ريهام ما يفكرون به لتتمدد علي الفراش بتعب ثم تغلق عيناها هروبا من واقع مرير لعلها ترى إبنتها في أحلامها تلك

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن