تستيقظ بالصباح لتفتح عيونها علي أحضان متملكة وأنفاس دافئة تلفح عنقها تتطلع له بعشق لتتذكر كيف مرت ليلتهم السابقة كيف كان رقيقا معها حنون إلي أقصي حد
تحاول وتين أن تتحرك من جواره بهدوء حتى لا تتسبب بإيقاظه ليفتح عيناه لتتقابل مع بنيتها في حوار طال مدته ليبتسم لها برقة ويعيدها إلي أحضانه مرة أخرى ليردد بصوت متحشرج من فرط مشاعره
- رايحة فين ياروحى وسيبانىتحاول وتين الإبتعاد عنه حتى لا تنجرف معه بتلك المشاعر لتخبره أنها تريد أن تنهض لتتفاجأ به يكبل يديها وترى بعينه رغبة لم يكن عندها الشجاعة أن ترفضها ليدفن وجهه بعنقها يتذوقها علي مهل مما جعلها ذابت معه في تلك المشاعر وإنجرفت معه بكامل إرادتها
( وإحنا يا حلوين نقفل الباب ونسيبهم في حالهم.... عرسان بقي)*******************
تتطلع له ريهام بإرتباك لتتململ في جلستها قليلا لا تعلم ما هو الرد المناسب ليشعر بها راغب مقررا إعفائها من إجابتها الآن خوفا من أن تكون الإجابة ليست بصالحه ليحول مجرى الحديث ولكنه لا يجد منها سوى الشرود لتردد فجأة بحدة
- وإنت مش عاوز تعرف أنا سبت جوزى ليهكانت الكلمات تحمل في طياتها الكثير من الألم وتحنل مغزى... إذن هى التى تركته وليس هو... يبدو علي نبرتها المتألمة أنها عانت الكثير من تلك التجربة
يبحث عن الإجابة المناسبة ليستريح بظهره علي المقعد ليردد بثقة
- لو عاوزة تحكيلى تمامبمجرد سماعها لتلك الكلمات تضطرط أنفاسها فقد تجددت لديها تلك الذكرى الأليمة ليلاحظ تسارع أنفاسها ولمعة عيناها بتلك الدموع التى ملأتها وإنتفاضة جسدها ليشعر بالقلق عليها لينتقل بالجلوس بجوارها محاولا إعطائها كوب الماء لتبعده عنها بطريقة هستيرية لتنتفض واقفة وهى تلتقط حقيبتها لتردد وهى تهرول بعيدا
- أنا لازم أمشيبالرغم من ندائته لها ولكنها هربت من أمامه حابسة دموعها وآلامها غير ملتفته خلفها
******************
تدلف إلي الكافيتريا يوميا تبحث بعيونها عنه ولكنها لا تراه فتجلس تحتسي قهوتها ثم تغادر بيأس لتنتظر قدومه بالمساء لزيارة أخيها ولكن يخيب أملها حتى إبنها بات يسأل عنه وهى تحاول إخفاء إهتمامها بحضورة
تدلف اليوم إلي الكافيتريا تجلس علي طاولة بعيدة نسبيا تفتح هاتفها وتحتسي كوب القهوه لتسمع ذلك الذي يلقي عليها التحية
ترفع ملك رأسها ببطء تخشي أن يكون ذلك صوت نابع من تخيلاتها لتجده أمامها بإبتسامة رقيقة لتبتسم تلقائيا لتكون تلك هي المرة الأولى التى يري إبتسامتها ليشعر بقلبة يخفق بشدة حتى أنه شعر أنه قد سمعت صوت تلك النبضات المتعالية
يجلس علي المقعد المجاور لها يستمع إلي لومها علي غيابه الفترة الماضية ليشعر بالسعادة فهى تهتم به وتشعر بغيابه وتفرح للقائه... لقد تبخر خوفه وقلقه من تلك العلاقة للحظات ذلك اللقاء ليتبدل إلي رغبة قوية بالقرب فليخمد ذلك العقل الذي طالما أرقه ليتحدث القلب لأول مرة في حياته يشعر بتلك النبضات الزائدة والتى تصدر رفرفة وكأن قلبه يعزف لحنا شجنا علي أوتار ضلوعه
أنت تقرأ
رحلة مع الأيام
Romanceليست القلوب بتلك القطع التي تحركها مثل الشطرنج لا تستهين بها وبأصحابها رواية من نوع خاص بقلمى فاتن على