البارت السادس والأربعون

410 18 10
                                    

توقف الزمن بها عند تلك النقطة لتشعر وكأن عقلها قد عجز عن التفكير
تتطلع لرانيا وكأنها شخص قادم من بعيد لا تعلم بما تجيبها أو عن ما تجيبها
تصمت لتعاود النظر إلى إبنتها وهى ترى شريط من العذاب يمر من أمامها لتستمع إلي كلمات رانيا المتألمة
- خالد إعترفلي بكل حاجة قبل ما يموت عشان كده صمم علي جوازك من نادر... بس الحمد لله إنتى ونادر حياتكم أحسن

بداخلها ثورة لا تستطيع إخراجها لتكتفي بكلمة واحدة
محافظة علي هدوئها
- خالد الله يرحمه يا ماما... وكان بيحاول يعوضنى طول الوقت

تربت رانيا علي كتفها لتردد
- بنت أصول يا سولى

تظل سيليا من الخارج متظاهرة بالتماسك وكأن شيئا لم يكن إنما من الداخل تعانى من صراعات الماضى وذكرياته التى تهاجمها

بعد فترة يدلف إلي الداخل نادر ملقيا بالتحية وعيناه مسلطة علي سيليا لا يعلم كيف سيفتح معها ذلك الأمر فطيلة مدة زواجهم لم تذكر والدها ولو لمرة واحدة

يرتمى بجسده علي المقعد المقابل لسيليا يتطلع لها لتشعر سيليا بوجود خطب ما لتختلط عليها الأمور ربما لاحظ تغيرها لتحاول الفرار من أمامه فلم تسأله كعادتها عن تفاصيل يومه ولم تضع إبنتها علي قدميه تداعبها بها ولم تثرثر بتفاصيل يومها بل إلتزمت الصمت وتنهض وهى تخبره بتحضير الطعام

فى وسط زحمة الأفكار وتدفق المشاعر لديه لكنه يشعر بتغيرها ربما تكون قد علمت وتخشي أن تخبره إذن هى إختصرت الطريق لديه

يدعوها نادر للجلوس فهو يريدها في أمر هام
تشعر سيليا بدقات قلبها تتعالي تكاد يخرج قلبها من شدة خفقانه لا تعلم بما تجيبه إن سألها عن سبب تغيرها فلا تريد التفتيش في الماضي

تجلس سيليا لتتطلع له بإنتظار حديثة ليخبرها نادر بأمر مرض والدها ليتلقي منها لاردة فعل... يخبرها بنفسيته السيئة وأيضا لا ردة فعل.... يخبرها أنه يريد أن يراها وهنا تضع إبنتها علي الأريكه وتنهض لتخبره بهدوء أنها ستعد الطعام

وكأنه لم يتفوه بكلمة وكأن حديثه ذلك هباء أى قلب تمتلكين ليقف ينادى عليها بحدة فتقف سيليا بدون أن تلتفت إليه مما يثير غضبه ليقترب منها يمسكها من كتفها يديرها إليه بعنف ليردد بغضب
- سيليا أنا بكلمك... والدك محتاجلك

تقف سيليا لتعتصرها دوامة الماضي لماذا يهاجمها الماضي اليوم من كل زاويه فلقد ظنت أن الدنيا قد إبتسمت لها تريد غلق ذلك الماضي بل دفنه والردم عليه
عن أى أب يتحدث أنه في إحتياجها الآن فلديه زوجة وأطفال غيرها بينما هى كانت بحاجة إليه ولم تجده لتتذكر آخر لقاء بينهم لتردد بصوت حاد
- بابا مات وأنا عندى أربع سنين

عند تلك الكلمة تنهض رانيا شاهقة علي كلمتها النابعة من آلام كل تلك السنوات السابقة فلم يزرع والدها بالماضي حتى يجنى الآن
بينما تقع كالصاعقة علي آذان نادر فتلك كانت آخر توقعاته لردة فعلها ليردد بحدة وغضب غير واع لما يتفوه
- إنتى إيه قلبك ده إيه حجر.. ده حتى الحجر بيلين.. بقولك أبوكى محتاجلك يكون ده ردك... إيه القسوة والجحود اللي جواكى ده.... دا أنا كده أخاف منك...لما تتبرى من أبوكى وتبعيه في عز إحتياجه ليكى هتعملى معايا أنا إيه

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن