البارت العشرون

483 14 7
                                    

في بداية البارت بعتزر جدا عن ذلك الموقف المؤلم بداخله..... هيا بنا نبدأ

بداخل كل منا قصة تخصه هو فقط يحافظ ألا يطلع عليها غيره ولكننا في بعض الأحيان نريد الإفصاح لعلنا نجد من يزال متمسك بنا رغم ما نمر به من صراعات

يجلس أيمن علي المقعد ليقوم بأخذ نفس عميق مغمضا عيناه ليتطلع إليه ماهر بقلق ليسأله بقلق
- مالك يا أيمن قلقتني عليك

لا يعلم أيمن كيف يبدأ حديثة ولكنه يشعر بالإختناق فلابد له إكمال الحديث ليردد بإرتباك وتردد
- تسمع عن الشخصيات المتحولة جنسيا
يومئ له ماهر ليبتلع تلك الغصة المتكونة في حلقه ليحاول تنظيف حلقه عدة مرات ويظهر عليه الإرتباك ليشعر ماهر بالشفقة عليه لينتقل من مقعده إلي مقعد قريب منه ويربت علي كتفه ليقترب منه وهو يردد بهدوء
- أيمن مش لازم كل المقدمات دى... أنا عارف الموضوع من الأول... وإعترافك ده بيأكدلي إننا إنسان مهم عندك.... ولا يهمك يا صاحبي

كانت تلك مفاجأة لأيمن فصديقه يعلم منذ فترة ومع كل ذلك لم يتفوه... لم يقم بفضيحته أو التنمر عليه لم يقم بجرحه ببنت كلمة لتلجم المفاجأة لسانه بل مشاعره ليصمت لبعض الوقت ثم يردد بشرود
- إنت كنت عارف... من إمته
يقوم ماهر بالإعتدال في مقعده ليرد عليه بهدوء وهو يهرب بنظراته
- آه كنت عارف من الأول.... إيه المشكلة... إنت ضحية مجتمع مش بإيدك إن ربنا إختارك من بين البشر عشان يختبرك كده... ومع ذلك إنت عندى أرجل من أى راجل
يقوم أيمن بإحتضانه وشكره ليقوم ماهر بمداعبته عقب رؤية عيناه تلتمع ببعض الدموع

لتبدأ هنا صداقة حقيقة تروى بالصدق والتسامح

***********************
تمضي الأيام تباعا لتتولي رقية مهمة العناية بسندس وبالرغم من كلمات الشكر والثناء التي تسمعها من سندس ولكن ذلك لم يغير من نيتها من شئ

اليوم قامت رقية بإعطاء سندس الحبوب لثالث يوم علي التوالى لتستبدل بعض العقاقير الخاصة بها كفيتامينات لإعطائها تلك الحبوب

يدلف جمال إليهم ليجلس بجوار سندس يضع يده علي بطنها ليحدث إبنه تحت نظرات رقية الحاقدة

تنتظر رقية إنصراف أخيها ولكنه يتمدد لشعوره بالإجهاد فلا تستطيع تبديل تلك العقار مرة أخرى لتقرر تبديله بالصباح

تمر ساعة تشعر، بها سندس ببعض الآلام لتحاول تجاهلها فتلك الآلام تشعر بها منذ أمس ولكنها اليوم تذداد... تمر الساعة الثانية والآلام تذداد معها ولكن يزيد عليها تلك الإندفاعة في بطنها وشعورها بدفقة من سائل ما لتحاول إيقاظ جمال الذي ينهض مفزوعا يتلفت حوله ليحاول أن يسألها ولكنه لا يجد رد منها سوى الصرخات لتجد فجأة جنينها أمام عينها يبكى للحظة ثم يتحول جسمه للأزرق ويفارق الحياة

تتطلع سندس لجنينها الذي مازال متصل بها بالحبل السرى وكأن ما تشاهده هو فيلم من أفلام الرعب لا يخصها بشئ لتفيق علي صياح جمال علي ذلك المشهد لتردد الصرخات فلقد كان الموقف مرعب لها

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن