البارت السابع عشر

407 12 1
                                    

تجلس ريهام علي طرف الفراش وهي تشعر بدوار وتلك البرودة تسري في أوصالها تحاول جاهدة أن تتماسك ولكنها لا تستطيع فلقد إكتشفت اليوم تلك الحقيقة التى كانت رافضة تصديقها بالماضى وهى تناول زوجها لتلك السموم لتفسر لها أسباب تقلباته المزاجية وعصبيته غير المبررة

كما أنها تعانى من معاملته السيئة لها ومن نقص مستلزمات منزلها بالرغم من علمه بحملها ولكنه لا يبدى إهتمام بها ولا بجنينها لتحاول والدته التكفل بالمنزل قدر المستطاع حتي لا تقوم ريهام بالشكوى

يدلف أشرف إلي الغرفة ليتفاجأ بتلك السموم التي يتناولها ملقاه علي المقعد بجوارها لينتقل بنظره بين تلك الأشياء وبين ريهام التي تجلس يبدو عليها الحزن والألم ليجد الحل الأنسب هو الهجوم ليردد بغضب
- برضه الخصلة دى اللي مش هتطلع من دمك بتفتشي في حاجتي وأنا مش موجود... ومين قالك تطلعي الحاجة دى كده

تتطلع له ريهام بعيونها المنتفخة ووجهها الممتلئ بالدموع لتردد بحزن
- أنت مش مكسوف من نفسك... مش قادر تكفي بيتك وبتسيب مامتك اللي تكمل الناقص فيه عشان تجيب بالفلوس القرف ده
لم تستطيع إكمال حديثها حتي تلقت صفعة قوية من أشرف أخرستها لتشهق بفزع فبدلا من أن يعتزر منها يقوم بضربها بتلك الوحشية غير عابئ بحملها ولم يكتفي بذلك بل أمسكها من شعرها وقام بضربها وسبها ليخبرها أنه المسؤول عن نفسه وليس لها علاقة بما يفعله

لم تستطيع أن تحتمل ريهام كلماته وتلك الحقيقة التي إكتشفتها لتترك له الشقة بأكملها لتقرر عدم العودة مرة أخرى لذلك المدمن

*************************

تلتفت سيليا علي صوته الذي يهتف بإسمها لتتفاجأ بخالد يقف أمامها موجها نظرات نارية إليها لتحمد الله أن أقدامها مازالت قادرة علي حملها

تتوجه له سيليا دون حديث بوجه شاحب ليقوم بجرها من يدها لتحاول الإلحاق بخطواته السريعة تلك ليظل علي تلك الحالة ليقف فجأة في منتصف الطريق ليقوم بصفعها ليشهق من حوله المارة ويحاول البعض أن يتدخل ولكنه لم يعطي تلك الفرصة لأحد ليجرها خلفه حتي وصلوا إلي المنزل

تقف رانيا في شرفة شقتها لتشاهد سيليا بوجهها شديد الحمرة وعيون باكية لتشعر بالخوف فتتوجه للخارج حتي تطمئن عليها لتنتظرها علي الدرج وفور رؤيتها إليها تقترب منها بلهفة لتسألها عن سبب تلك الدموع ليرد عنها خالد سريعا
- مفيش حاجة يا ماما عن إذنك
ليدلف للشقة ومعه سيليا التي كانت تتطلع إلي رانيا برجاء ثم يغلق الباب لتقف رانيا بالخارج تطرق علي الباب ولكن دون إجابة لتنصرف بعد فقدها الأمل

أما بالداخل بعد دلوفهم إلي الشقة يجرها من يدها إلي إحدى الغرف ليقوم بصفعها صفعة قوية لتسقط عقبها أرضا وتسيل الدماء من شفتيها ليردد بغضب
- بقي أنا جاي أعملك مفاجأة وناوى أفسحك عشان آخر يوم ألاقيكى  واقفة مع الواد اللي الواحد مش عارف هو راجل والا ست... ولا كمان جايبلكم واحد كمان يقف معاكم... إيه حكتيله عالخيبة اللي إنتي فيها وكان بيصبرك يا سيليا.... وطبعا دى مش أول مرة تتقبلوا... والا ممكن كمان يكون جايبلك صاحبه ده يصبرك شويه... بدال مش قادرة تصبرى لما أكمل علاجى... اللي زيك ميتقلشي عليهم غير لفظ واحد... عارفاه
ليكرر كلمته الأخيره عدة مرات وكل مرة بصفعة علي وجهها وهى لا تبدى أي ردة فعل حتي الدموع جفت لينتهي بها الحال إلي أن فقدت وعيها بين يديه ليشعر خالد بقلبه كاد أن يتوقف من شدة خوفه عليها ليحتضنها وهو يردد من بين شهقاته
- حقك علي يا نور عينى مش قادر أبعد عنك ومش قادر أشوفك مع حد الغيرة هتموتنى

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن