Chapter 22
|وجهة نظر جيني |الثقة و الأسرار تعيش بينهم علاقة وطيدة ، لأنه أن وُجِدَت الثقة لن تكون هناك أسرار ، و أن عاش الشخص في شك و خوف ، سيقوم بإخفاء الأسرار ، و كما تعلمون هناك العديد من الأسرار و مختلفة جداً ، هناك أسرار الجميع يعلمها ، و هناك أسرار مع من نثق نشاطرها ، ليست جداً خاصة ، ربما عن حب جديد أو مشكلة أو حتى موقف ما ، و هناك أسرار نبقيها لأنفسنا ، ربما لأنها نقاط ضعفنا ، و هناك أسرار مظلمة ، ربما لا يجب العبث بها ، لأنها أن كُشفت ستقلب حياتك جحيماً ، و فضولك حينها سيقتلك ، لكن بعض الأسرار مُقدر لها أن تُكشف ، مهما كان التغيير الذي ستُحدثه ، و لأن كل أنسان أصبح لديه أسرار ،بالطبع لم يعد الأمر يتعلق بالثقة بعد الأن ، ربما يتعلق بالمصير ، أن أعتقدت يوماً أنك تعرف شخصاً ما حق المعرفة ، فكن على أتم الأستعداد لجميع أنواع الصدمات ، فالجميع يخفي الأسرار .
لم أكن متعبة هذا الصباح لكن بالرغم من ذلك غططت في غفوه ، أستيقظت حين وصلنا للمنزل ، كان المكان هادئ بطبيعته ، الطيور تغرد و نحن بالكاد دخلنا في وقت الظهيرة ، أرشدتنا ساشا لمنزلها المتواضع ، كل أثنان يتشاركان غرفة ، أنا و لوسي كنا سوياً ، ساشا و سبنسر في غرفة و هاري ينام في غرفة بمفردة ، حفظاً لخصوصية هاري ، بينما ويليام و توم سوياً ، النهر كان قريباً من موقع المنزل ، كان الجو مثالي لولا فضولي ، مهما حاولت لم أستطع نزع الكوخ و النجمة السوداء من رأسي ، لذلك بعد تناول وجبة الغداء تظاهرت بأني سأذهب للتنزه حول المنزل ، كانو قد خططو بأن يلعبو على الألعاب الألكترونية ، لذا تخلف كل من سبنسر و لوسي و أختارو مرافقتي ، لم أعتقد أن أصطحابهم فكرة حسنة ، و لم أرغب بالتسلل ، لذا لم أعطي الأمر أهمية كبيرة فهم في النهاية أصدقائي و لا أعتقد أنه يجب أخفاء أمر كهذا عنهم ، الشمس كانت بالكاد تصل لنا أثناء سيرنا تحت الأشجار ، فقط بعض الأشعة أستطاعت النفاذ ، الهواء بارد نسبياً ، بالطبع لأنه الشتاء ، كان الصمت سيدنا حتى بعثرته سبنسر " أشعر بالخوف !" صوتها مبحوح بطبيعته ، لكن الآن كان أكثر بحه ، " مما؟" سألت لوسي و كلانا وجه نظرة لها بينما تابعت " أخاف أن أخسر ! أخاف أن أخسرة ، ليتنا فقط ندع الخلافات الصغيرة و نتابع حياتنا معاً !" ، مع أنني أحسست جداً بها لكنني تركت لوسي تواسي و تخفف عنها، لأنه لا توجد كلمات تخفف هذا الوجع ، و المحاوله فقط تزيد ألماً ، ربما لم أقع مسبقاً بالحب ، لكنني أعلم مذاق مرارة الخسارة ، أستغللت الفرصة لأقود الطريق بينما هم منشغلون بأحاديثهم ، و لم يستوعب أحدهم ما يدور إلا حين ظهر الكوخ أمامهم ، " من هنا !" قلت و أنا أسير نحو الباب متجاهلةً التعابير الحائرة ، أخرجت المفاتيح و فتحت الأقفال ، كان كل من لوسي و سبنسر خلفي ، " تملكين المفاتيح ! إذاً هو ملكك !" قالت سبنسر ، أكتفيت بالأيماء و أنا أضع يدي حول المقبض ، رعشة طفيفة سرت في جسدي و كأن هناك شئ يرفض متابعتي ، و لسبب ما جزء من قلبي لم يكن مرتاحاً لهذا ، لكنني تابعت على أيه حال ، فتحت الباب لتستقبلني رائحه الغبار مع الخشب ، كل شئ كان يبدو خالياً من الحياه ، بالطبع هناك شئ مفقود ، هناك أشخاص مفقودين ، و للحظة عادت أطياف الذكريات مجدداً ، حول شجاراتنا و مطارداتنا ، لعب الشطرنج و أحتساء الشكولا الساخنه في هذا الوقت من السنة ، و لم أمنع قلبي من التألم ، لكنني كبحت كل الدموع عن الخروج ، " جميل !" أطرت لوسي و هي تتمعن في التصميم العريق للكوخ ، " و قديم أيضاً !" أضافت سبنسر و هي تمرر أصبعها على النضدة المكسوة بالغبار ، " ماذا نفعل هنا على أيه حال ؟" سألت لوسي و هي توجه نظرها نحوي ، " أبحث عن شئ ما ! " رددت ثم مددت يدي داخل جيبي لأُخرج الورقة و أقرأ بعيناي ، غابه - كوخ - غرفه الأحمق الكبير - باب سري ، أبتسمت على طريقته في ذكر نفسه ، " شئ ما؟! ما هو ؟!" سألت لوسي بفضول ، " لا تستبقو الأحداث لازلت لا أعلم !" رددت و أنا أتحرك نحو غرفه نواه و تبعتاني بصمت ، دخلت لغرفته متجاهله كل الخوف و التوقعات و الذكريات المتدفقه ، أتيت لسبب و لم أكن لأغادر حتى أحققه ، لكنني توقفت أُحدق في الغرفه و كأنها أثمن شئ في العالم ، أنها بالفعل ثمينه و غالية على قلبي و لكنني شيئاً فشيئاً أعتدت الأمر ، " حسناً ما الذي نبحث عنه بالتحديد ؟" سألت لوسي حين رأتني أتجول بعيني في الغرفه ، لقد قال باب سري لكنني لا ألمح علامه ، " باب سري !" تنفست ، وضعت يدي على الحائط و تحسسته على طوله لكن لا شئ خزانته ، مكتبه و الحمام ، و حتى الأرضية ، لكن لا شئ ، " متأكدة من وجود باب سري؟ !" شككت سبنسر ، " نعم ، لا بد أنه هنا في مكان ما " رددت ، " لنجرب تحريك الخزانه " أقترحت لوسي ، ساعدتها في تحريكها و لكن خابت أمالي ، تحركت في الغرفة بأحباط ، لم أتوقع أن نواه يمتلك مخبأ سري لديه ، و أعتقدت أننا مكشوفين لبعضنا ، و الآن أصبحت أُشكك في مدى صدقهم ، و أعلم أنه لا يجب علي ذلك ، يجب أن لا أفقد الثقه ، هو في النهايه قرر أن يكشف مخبأه ، لكن هذا يزيد تساؤلاتي حول ما يمكن أن يكون مخفي أيضاً ، صوت حركه صدر من خارج الغرفه ليلوث الصمت الذي حل لدقائق ، لينتزعني من تفكيري العميق و يحول نظري سريعاً نحو باب الغرفه ، " هل سمعتم هذا ؟" همست بقلق ، أومئت لوسي بسرعه " كان واضحاً !" يعود الصوت بوضوح أكثر قبل أن تظهر هيئة شخص ما ، و هذا الشخص كان " هاري؟!" ثلاثتنا تسألنا معاً ، " ما الذي تفعلونه هنا ؟ هذا المكان رث و ربما تسكنه الأشباح! " رد ببرود ، " ما الذي تفعله أنت هنا ! هيا يا رجل أنت بالتأكيد لم تتعقبنا أليس كذلك ؟!" قلت بسخرية غير مصدقه لتصرفه ، " بالطبع لا لكن أرسلني توم لأجدكم و أحرص على عودتكم سالمين !" برر ، لكنني لم أقتنع و رمقته بنظرة شك " صدقاً !" قال في محاوله لجعلي أصدق ، تركت الأمر و وجهت تركيزي على إيجاد الباب السري ، بما أن هاري هنا علي أنهاء الأمر سريعاً ، " فلنحرك السرير !" قلت ما أن وقعت عيني على السرير في منتصف الغرفه ، دفعت السرير بمساعدة سبنسر و لوسي بينما هاري أكتفى بالتحديق ، أدرت ظهري لأتفقد القطعة المكشوفة في منتصف الغرفة ، بخطوات بطيئة مشيت عليها و لحسن حظي ، لقد بدا لي أنه الباب السري ، هبطت لمستوى الأرض أحاول فتح الباب ، لكنه كان مستوياً تماماً ، حبوت على يداي للأمام فما كان للأرضية سوى بالأرتفاع ، " هل يفسر لي أحدكم ما يحدث ؟!" سأل هاري بتشوش ، أقتربت سبنسر " هكذا!" قالت و هي تضغط طرف الباب ليرتفع طرفه في الجهه الأخرى و أخيراً يُفتح ، كان الجميع مندهش بقدري و هذا الأندهاش لا يخلو من الفضول المتزايد ، الفضول قتل كل المشاعر في هذه اللحظة ، الظلام هو كل ما أراه ، أخرجت هاتفي لأُضيئ به و أول ما لاحظته هو عتبات السلالم ، تنهدت و أنا أضع قدماي على العتبات و بدأت بالنزول بحذر ، " كوني حذره !" نبهتني لوسي و أكتفيت بالأيماء ، أدرت الهاتف حولي ليُضيئ المكان ، و مددت يدي فوراً بأتجاه مفتاح الضوء حين رأيته ، كان عتيق الطراز كالكوخ تماماً ، مما أكد لي أن هذه الغرفه بُنيت قبل بناء الكوخ ، حركت المفتاح لينبعث ضوء أصفر باهت في المكان ، كان عبارة عن غرفة صغيرة جداً ، مستطيله الشكل و مقسومة بحائط ليجعلها مربعه الشكل من جهة ، خطوت للأسفل و مع كل خطوه أستطيع سماع صرير الأخشاب القديمة ، ليظهر لي القسم مربع الشكل المخفي قليلاً عن الأنظار ، لم يقع فكي من كميه الكتب و الأوراق المحيطة بالجدران على طولها ، كان شئ معروف عن نواه هوسه الشديد بقراءة الكتب ، الغرفة مربعة الشكل كانت عبارة عن مكتب يتوسط المكان و كرسي منفرد في الزاوية و الجدران عبارة عن رفوف مملوءة بالكتب ، الغبار ينتشر بالمكان و المكتب غير مرتب على غير عادة ، " هذا الشخص مهووس ! لا بل مريض !" همس هاري و هو يتفقد المكان ، " لا تلمسوا أو تحركوا أي شئ من مكانه ، و التحذير لك بالذات هاري !" حذرت الجميع و خصصت هاري على ذكرى الوصية ، و بعدها ركزت على إيجاد النجمة السوداء ، التي هي رمز لشئ لا أعلم ما هو ، و كل ما أفعله أنني أتمنى أن مجهودي لن يضيع هباءً ، تحركت بخطى حذرة للمكتب ، جلست على الكرسي و حدقت على سطح المكتب ، الكتب و الملفات و الأوراق ، كلام لا أعتقد أن له علاقة بما أبحث عنه .
أنت تقرأ
النجمة السوداء
Mystery / Thriller"لم أخسر أصدقائي في ذلك الحادث ، لقد خسرت ذاتي" ستضع جيني نفسها في مغامرة للبحث عن ذاتها ، بين ضجة أصدقائها الجدد و حياتها الجديدة لن يتركها الماضي وحدها. ستضع على عاتقها كشف سر النجمة السوداء ، لكن هل ما ستكتشفه سيعجبها؟ مع عودة الذكريات تكتشف أسرا...