chapter 59

2.4K 117 102
                                    


لم أجبه ب لا .

لأنني أردت رؤية والداي و حين تركت الشقة لم أخذ شيئاً معي ، أبقيت كل شئ بمكانه  لأنني سبق و دفعت بكل مدخراتي إيجار الشهور القادمة.

لم تخاجلني آيه مشاعر كما سرت نحو المنزل الذي تربيت به ، بل شعرت و كأنني لا أنتمي هنا.

قبل أن أصل للباب حتى أبي فتحه ليستقبلني بعناق حار و قبلة على رأسي ، عيناه الدامعتان جعلتني أشعر بالحزن على نفسي أكثر.

و كأنه يجب علي فقدان الأمل.

لم يطُل عناق أبي قبل أن تنتزعني أمي بقسوة من ذراعية ، عيناها مليئة بالدموع لكن هناك غصب حول وجهها .

صفعتني على وجهي كما عنفتني " كيف تجرؤين؟!"

ثم سحبتني لذراعيها و أحتضنتني بقوه تتابع تعنيفها لي " كيف تجرؤين على تركي هكذا ، هاه؟ ولا تسألين عن أحوالي طوال هذه المدة ؟ إين كنتي طوال هذه المدة إيتها القطعة الصغيرة البائسة !"

أحتضنتها كما أبتسامة واهنة شقت محياي ، أظن أنني الآن أعلم من إين ورثت أسلوبي في التعبير عن مشاعري.

أنسحبت و وضعت كفها على خدي ، لا زالت تبكي " أياكِ أن تتركيني!"

أمسكت يدها و قبلت كفها ، لا أعلم أن كانت تتحدث عن موتي أم لا!

رفعت رأسي لألمح جين تُدير عيناها و تسير للداخل ، وجهت نظري نحوهم و أبتسمت " لنذهب الداخل !"

٭★٭★٭★٭★٭★٭

بعد عدة أيام و لقائات مع الطبيب قرر أن نبدأ بالعلاج الكيماوي المبدئي ، كانوا يعطوني أدوية تجعلني أشعر بالدوار و التعب طوال الوقت و أحياناً الغثيان.

خسرت الوزن بشكل ملحوظ و مع مرور الوقت و زيادة عدد الجلسات بدأ شعري بالتساقط و بشرتي بالتهيج بسرعة ، لم يكن مسمحوحاً لي حتى الأختلاط بالكثير من الناس بسبب ضعف مناعتي.

لم يكن العلاج الكيميائي الشئ الوحيد الذي أحبطني ، فتعامل عائلتي معي و كل من يعرفني و كأنني سأموت ولا أمل أحبطني.

كنت أجلس وحدي و أتملص من التجمعات دائماً و أفكر كيف أنني لم أقم بأي شئ صواب حتى الآن ، شئ لم أندم على فعله.

" لن تنجي من العلاج الكيميائي ، ستموتين و لم تفعلي شيئاً في حياتك اللعينه البائسة !" تمتمت جين تخرج من اللا مكان و تجلس بلا أهتمام على الأريكة على يميني و تتناول رقائق البطاطا و كأنها لم تقل شيئاً.

حدقت في أنكسار ضوء النهار في السماء قبل أن أُتمتم " ما الذي أستطيع فعله ؟"

"لا أعلم !" وضعت قدماها فوق طاولة القهوة " أن تنتقمي لأصدقائك مثلاً ؟"

تنهدت " أنا لا أستطيع التحرك من مكاني حتى دون أن يساعدني أحدهم !"

"ربما لهذا المحققون الخاصون موجودين !" رفعت حاجبها بسخرية و كأنني جداً غبية.

النجمة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن