لم أجبه ب لا .لأنني أردت رؤية والداي و حين تركت الشقة لم أخذ شيئاً معي ، أبقيت كل شئ بمكانه لأنني سبق و دفعت بكل مدخراتي إيجار الشهور القادمة.
لم تخاجلني آيه مشاعر كما سرت نحو المنزل الذي تربيت به ، بل شعرت و كأنني لا أنتمي هنا.
قبل أن أصل للباب حتى أبي فتحه ليستقبلني بعناق حار و قبلة على رأسي ، عيناه الدامعتان جعلتني أشعر بالحزن على نفسي أكثر.
و كأنه يجب علي فقدان الأمل.
لم يطُل عناق أبي قبل أن تنتزعني أمي بقسوة من ذراعية ، عيناها مليئة بالدموع لكن هناك غصب حول وجهها .
صفعتني على وجهي كما عنفتني " كيف تجرؤين؟!"
ثم سحبتني لذراعيها و أحتضنتني بقوه تتابع تعنيفها لي " كيف تجرؤين على تركي هكذا ، هاه؟ ولا تسألين عن أحوالي طوال هذه المدة ؟ إين كنتي طوال هذه المدة إيتها القطعة الصغيرة البائسة !"
أحتضنتها كما أبتسامة واهنة شقت محياي ، أظن أنني الآن أعلم من إين ورثت أسلوبي في التعبير عن مشاعري.
أنسحبت و وضعت كفها على خدي ، لا زالت تبكي " أياكِ أن تتركيني!"
أمسكت يدها و قبلت كفها ، لا أعلم أن كانت تتحدث عن موتي أم لا!
رفعت رأسي لألمح جين تُدير عيناها و تسير للداخل ، وجهت نظري نحوهم و أبتسمت " لنذهب الداخل !"
٭★٭★٭★٭★٭★٭
بعد عدة أيام و لقائات مع الطبيب قرر أن نبدأ بالعلاج الكيماوي المبدئي ، كانوا يعطوني أدوية تجعلني أشعر بالدوار و التعب طوال الوقت و أحياناً الغثيان.
خسرت الوزن بشكل ملحوظ و مع مرور الوقت و زيادة عدد الجلسات بدأ شعري بالتساقط و بشرتي بالتهيج بسرعة ، لم يكن مسمحوحاً لي حتى الأختلاط بالكثير من الناس بسبب ضعف مناعتي.
لم يكن العلاج الكيميائي الشئ الوحيد الذي أحبطني ، فتعامل عائلتي معي و كل من يعرفني و كأنني سأموت ولا أمل أحبطني.
كنت أجلس وحدي و أتملص من التجمعات دائماً و أفكر كيف أنني لم أقم بأي شئ صواب حتى الآن ، شئ لم أندم على فعله.
" لن تنجي من العلاج الكيميائي ، ستموتين و لم تفعلي شيئاً في حياتك اللعينه البائسة !" تمتمت جين تخرج من اللا مكان و تجلس بلا أهتمام على الأريكة على يميني و تتناول رقائق البطاطا و كأنها لم تقل شيئاً.
حدقت في أنكسار ضوء النهار في السماء قبل أن أُتمتم " ما الذي أستطيع فعله ؟"
"لا أعلم !" وضعت قدماها فوق طاولة القهوة " أن تنتقمي لأصدقائك مثلاً ؟"
تنهدت " أنا لا أستطيع التحرك من مكاني حتى دون أن يساعدني أحدهم !"
"ربما لهذا المحققون الخاصون موجودين !" رفعت حاجبها بسخرية و كأنني جداً غبية.
أنت تقرأ
النجمة السوداء
Mystery / Thriller"لم أخسر أصدقائي في ذلك الحادث ، لقد خسرت ذاتي" ستضع جيني نفسها في مغامرة للبحث عن ذاتها ، بين ضجة أصدقائها الجدد و حياتها الجديدة لن يتركها الماضي وحدها. ستضع على عاتقها كشف سر النجمة السوداء ، لكن هل ما ستكتشفه سيعجبها؟ مع عودة الذكريات تكتشف أسرا...