|وجهة نظر لوسي |
كنت أتمدد على سريري بصمت ، توم بجانبي و لكن يبدو أن كلانا كان ضائعاً في عالمه الخاص حين قاطع توم صمتنا بتساؤله "هل تعتقدين أن ما نمر به له معنى ؟!"
"لا أعلم "أجبت بصدق ، أن كان لكل شئ يحدث لي له معنى فأنا لا أدري ما هو.
"أُفضل أن أفكر بأنه كذلك ، بأن بعض الأشياء مُقدر لها أن تحدث" قال توم بعد ولهه.
"أُفضل أن أفكر بهذه الطريقة أيضاً ، من الأسهل العيش مع فكرة أن حياتنا لها معنى!" وافقته.
"هل تظنين أن لقائنا هنا كان مقدراً له؟" تسائل توم مجدداً فقط ليجد ضحكاتي رداً له.
"أنا لا أعلم !" قلت أخيراً أنظر نحوه ، عينانا تلتقيان فأضيع للحظة طويلة.
فقط أسمع نبض قلبي المتسارع و أنفاسي تعلق في حنجرتي ، و اللحظة تتمدد و ترفض أن تنتهي ، أتمنى ذلك.
"لا أعلم ما هو هذا " تمتم توم ، عيناه ترفض أن تتزحزح عني "لكنني أظن أنكِ أفضل ما حدث لي في حياتي كلها"
أنا أعلم أن لحظات كهذه يجب أن تجعلني سعيدة ، يجب أن أشعر بالسكينة ، لكن بداخلي كنت خائفة من ذلك الشعور المتولد بداخلي ، كنت خائفة من أخطاء الأمس لأنني لا أود أن أكررها.
لكنني أيضاً كنت أتوق لألتمسه ، أختبره و أعطي نفسي فرصة جديدة بدون أن أحكم عليها من ماضيها.
أعتدلت و جلست ، أقوم بأخر حساباتي ، كان هناك شئ رغبت بالبوح به لمدة و ربما عيناي قد صرحت به مسبقاً ، لكنني كنت أعلم أنني أن فقدت شجاعتي الآن لن أسترجعها أبداً مجدداً.
"أنا لست معجبة بك توم !" قلت ، توم تسمر قليلاً قبل أن ينهض ، وجهة مزيج من الألم و خيبة الأمل.
"أعتقد أنني تجاوزت هذه المرحلة بكثير !" تابعت فقط ليعود الأمل مجدداً داخل عيناه ، ينتظرني أن أجعل الأمر رسمياً.
"لكنني لن أقول تلك الثلاث كلمات ، ليس قبل أن تبوح بهم أولاً " حذرت بجدية ، أبتسامة جانبية نمت على شفتاه كما أقترب مني.
"لا أحتاجكِ أن تقوليها ، أنا فقط أحتاج أن أعلم أنكِ ستظلين بجانبي !" همس بالقرب من وجهي ، يداه تتشابك مع يدي و عيناه تسألني برفق.
"لا أنوي المغادرة في أي وقت قريب !" همست بالمقابل قبل أن أسمح لنفسي بأن أستمتع بالدوامات داخل معدتي كما ذابت شفتاه على خاصتي.
|وجهة نظر جيني |
راقبت ضوء القمر المتسلل لغرفتي الداكنة ، مهما حاولت النوم لم أستطع و ظللت أتقلب في فراشي بلا فائدة.
تسللت خارج غرفتي لغرفة لوسي ، و فتحت الباب بهدوء لأجدهم في وضع حميمي يتهامسون ، خداي أشتعلا خجلاً كما تراجعت بهدوء لكن لوسي لمحتني.
"جيني؟" أغمضت عيناي بتعب قبل أن أستدير و أقابلها ، الآن هي تجلس بوضع أكثر أحتشاماً.
"كنت مارة لأتحقق منكِ !" رددت بأبتسامة " لم أكن أنوي المقاطعة !"
أحمرت وجنتاها و عيناها تحركت بتوتر " لم تقاطعي شيئاً أنضمي لنا"
أتكأت على الباب أبتسامتي تتوسع " لا أحبذ دور المتطفلة حقاً ، سأذهب لغرفتي !"
"كما ترغبين !" تمتم توم ، أعتقد أنه سعيد للتخلص مني.
"طابت ليلتكم !" رددت قبل أن أُغلق الباب ، أبتسامتي تسقط فوراً ، مهما حاولت لم أستطع أن لا أشعر بالحزن كوني وحيدة.
تمنيت أن أجد شخصاً يحبني كما أنا ، دون أن ينبذ شيئاً بي ، لكن البشر أن قاسيت ظروفاً صعبه ينعتونك بالمجنون ، المختل.
لا يعلمون أن ذلك المختل أقوى منهم لتعايشه مع علته ، قدرته على التحمل فاقت قدرتهم ، لكنهم لا يعجبهم ما ليس مثلهم ، لا يعجبهم الفريد من نوعة بطريقة غير أعتيادية.
تنهدت و سرت للحديقة بهدوء ، تمنيت داخلياً أن أقع يوماً بالغرام مع شخص ما يبادلني نفس الشعور ، تمنيت أن لا أشعر بهذا النقص ، بهذه الوحدة.
تمنيت أن يفتقدني أحدهم أن غبت ، أن أصبح علامة فارقة في حياته ، تمنيت أن أجد شخصاً مستعد لتقديم التضحيات لأجلي .
لكن الأمنية تبقى أمنية و علي تقبل الواقع.
بهدوء أستندت على جذع أكبر شجرة بعيداً عن أعين الحراس ، و عيناي ركزت على القمر الساطع في الأعلى بصمت.
ذهني أخذني لكل الأشخاص الذين لم أرهم مؤخراً وصولاً لأهالي أصدقائي الذين لم أرهم منذ الحادث ، و وجدت أجابة سؤال الطبيب كلارك .
ربما علي القيام بهذه الخطوة لأغلاق باب الماضي نهائياً ، ربما حينها سأمضي قدماً في حياتي.
في الصمت سمعت همهمه ترافق الريح ، ألتفت بهدوء نحو مصدر الصوت و الفضول يغتالني.
تسمرت مكاني حين رأيت هيئته لأنني تعرفت عليه و ندمت فوراً ، ربما لم يكن علي أتباع فضولي ، فالفضول قتل القطة.
أنت تقرأ
النجمة السوداء
Misterio / Suspenso"لم أخسر أصدقائي في ذلك الحادث ، لقد خسرت ذاتي" ستضع جيني نفسها في مغامرة للبحث عن ذاتها ، بين ضجة أصدقائها الجدد و حياتها الجديدة لن يتركها الماضي وحدها. ستضع على عاتقها كشف سر النجمة السوداء ، لكن هل ما ستكتشفه سيعجبها؟ مع عودة الذكريات تكتشف أسرا...