chapter 23

1.1K 97 2
                                    

Chapter 23

|وجهة نظر جيني |

الشمس مرتفعة تلوح في السماء ، تعلن أقتراب وقت الظهيرة ، و بالرغم من سطوعها ، لكنها لم تستطع أن تؤثر على برودة الجو ، الصداع منتشر داخل جمجمتي ،لا أرى سوى السواد ، صراخ الفتاتان و صوت هاري ينادي بأسمي أصبح كالصدى ، و هو نوعاً ما مزعج ، لم أستطع التماسك أكثر و وقعت على ركبتاي ، أسندت جسدي بذراعاي ضد الأرض ، كل شئ كان يدور حولي و عيناي تؤلمني بشدة ، أغلقت عيناي و فتحتها ببطئ ، كنت أرى للأجساد ثلاثة نسخ ، الفتاتان تكافحان للخروج من قبضة الرجل ، و لكن ما هو جسدهما بالنسبة له .

من جهه أخرى هاري الذي يسدد لكمات متتالية لكنه يقع بين أيديهم و يتلقى الضربات في معدته ، كان يبدو على وشك الأغماء ، و كنا نبدو على وشك الخسارة ، الألم في حنجرتي يمنعني من الصراخ ، جسدي متعب و يعجز عن الصراع و عيناي بدأت بتجميع الدموع ، " عمتي !" صراخ آنجل مستنجدة يرن بأذني ، ثم طنين لا أسمع به سوى صوت أنفاسي المتثاقل ، أغلقت عيناي بشدة ثم فتحتهما بسرعة نظرت حولي لأجد عصا غليظة مرمية بجواري ، و خمنت بأنها التي ضُربت بها ، ألتقطها و أنا أستجمع قواي ، نهضت بقوة و همه عالية ، أرجحت العصا بأقوى ما أملك في الهواء لتصتدم بقوه في مؤخرة رأس الرجل ذو الشعر الطويل ، الذي كان يغلق الباب على الفتاتان ليسقط مغشاً عليه ، لم أتوقف على هذا بل أسرعت بضرب الأخر بنفس الطريقة ليسقط متألم ، هرولت للفتاتان و أخرجتهم من السيارة و ركضت بهم نحو سيارتي ، أجلستهم في مقاعدهم و بعدها ركبت في مقعد السائق ، أشعلت المحرك و أنطلقت بأتجاه هاري ، توقفت بينما صعد بسرعه تاركاً أياهم يتلون ألماً في الأرض ، تحركت بأقصى سرعه هذه المرة و أصتدمت بسيارتهم محطمةً مؤخرتها ، و من هنا لم أخفض السرعة أو أتوقف لحظه حتى بلوغنا المدينة ، " جيني أنتي تنزيفين !" قال هاري مُشيراً لمؤخرة عنقي ، " لا بأس أنا بخير !" كذبت ، كان الصداع يتملك رأسي و قوتي تبهت مع الوقت ، لكنني كنت أكافح لأبقاء عيناي مفتوحة ، قفز هاري للخلف ليُهدئ من روع الفتيات ، راقبت الفتيات يحتضنه و هو يلف ذراعيه حولهما رأفةً بحالتهما التي يُرثى لها ، أخذ الهدوء يُسيطر على الأجواء لكنه لم يخلو من صوت محرك السيارة العالي.

توققنا أخيراً أمام منزل ستيفين ، أطلقت بوق السيارة ليفتح أحد الحراس الباب بعد أن تعرف علي ، لم أصدق أنني وصلت بسلام ، عيناي كانت نصف مفتوحه، تقريباً لا ترى ، أطفئت المحرك و أسندت رأسي بتعب على عجلة القيادة ، " هل أنتي بخير ؟!" سأل هاري ، لم أستطع أن أجيبه " يجب أن تذهبي للمشفى !" .

رفعت رأسي على صوت ستيفين يلعن ثم ينادي أحدهم ، فتحت الباب لأدع قدماي تحاول الوقوف و التوازن ، " ما اللعنة التي حدثت ؟!" صرخ ستيفين بهلع على منظر السيارة المحطمة ، " حادث سير !" سخرت ، رمقني بنظرات ريبه ، " الفتيات في المقعد الخلفي !" أشرت للخادمة ، أقترب ستيفين مني و همس بغضب " هل أنتي متورطة مع عصابة ؟!" ، هززت رأسي نفياً ، أخذت نفساً عميقاً مع الشعور ببروده تغزو أطرافي و تنتشر لباقي جسدي ، كنت أرى ستيفين يتحدث و هاري قام بمشاركته ، لكن يبدو أن مهمتي لليوم أنتهت و تركت جسدي ينهار و عيناي تُغلق .

النجمة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن