chapter 46

666 63 6
                                    

ضحكت بقوة أرمي رأسي للخلف و أمسك معدتي كحال كل الجالسين ، الأمر ليس مضحكاً جداً لكن مهما كان ذلك الذي يدخنونه فقد أعطى مفعوله علي.

أنحنيت أكثر على كتف هاري و مسحت دموعي ، هاري تثائب و نظر نحو ساعته "لقد تأخر الوقت ، أظن أنه علينا الأنصراف!"

"لاا !" أنّتْ ريفين ، فتاه ما قد قابلناها سابقاً الليلة مع مجموعة من أصدقائها.

"توم و ويليام يستطيعان البقاء معكِ!" رد هاري بخبث.

قهقت على فعلتْ هاري و راقبت بمتعة، ليس أن ريفين بها خطب ما ، بل لأنها ثملة جداً و معجبة بويليام بوضوح.

"ويليام يستطيع البقاء !" قالت ريفين بأبتسامة قبل أن تعض شفتها و ويليام بدا محرجاً جداً يرتشف من جعته .

ضحكت مرة أخرى قبل أن أختنق بالدخان ، سعلت و نهضت من الأريكة "أراكم لاحقاً !" لوحت لهم و أنا أسير بعيداً.

سار هاري بمحاذاتي للخارج و شابك يده بيدي ، و تمشينا سوياً نحو سيارته.

هاري أرتكى على سيارته و أخرج سيجارة و أشعلها.

"تعلم أن هذه تقتلك أليس كذلك؟!" أخبرته أستند على كتفه و أريح رأسي.

لف هاري ذراعه حولي و شدني أقرب أليه و أراح ذقنة على أعلى رأسي.

أغمضت عيناي أستمتع بدفئ جسده حتى ينتهي من سيجارته.

"أتعلمين ما الذي يقتلني أيضاً ؟!" هاري تمتم و رفعت رأسي لأنظر له.

"ماذا؟!" سألت بحيرة.

كانت هناك لحظة صمت حدق فيها نحوي بتأمل " عيناكِ!"

عيناي تهربت منه بخجل و أبتسامة بدأت بالأرتسام على شفتيّ ، هاري أنحنى و قبل جبيني ليجعل هذه اللحظة أكثر جمالاً.

سحب نفساً أخيراً قبل أن يرمي العقاب على الأرض و يطفئة.

أطلق سراحي قبل أن يتجه لمقعد السائق و يفتح الباب ، فعلت المثل أهرب للداخل بعيداً عن الرياح الباردة.

---------------------

هاري أوقف سيارته أمام نهر التايمز و أطفئ المحرك.

"ما الذي نفعله هنا ؟!" سألته بهدوء " حسبت أن الوقت قد تأخر و علينا العودة للمنزل !" قلدته بسخرية.

"الحقيقة ، كانت هذه مجرد كذبة لأتهرب منهم !"

أدرت عيناي لكن الأبتسامة لم تبهت أبداً  ، هاري خرج من السيارة " هيا!"

راقبته بعيناي يخرج و يقفز في صندوق السيارة يعبث بمقتنياته ، هاري أشار لي برأسه و تنهدت قبل أن أخرج من السيارة.

صدقاً لم أرغب بالخروج ، أردت الشعور بدفئ سريري مجدداً ، ليس ذلك السرير القاسي و البارد الذي دمرته الرطوبه .

النجمة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن