" جميعنا مريضين و ننتظر من هم شفائنا " - م.ا
|وجهة نظر جيني |
"الآن أستطيع أن أؤكد لك كم أكره اللون الأبيض" قلت للطبيب و انا أتلفت حولي .
"من المفترض أن اللون الابيض يبعث الشعور بالراحه ، لذلك كل شئ في المكان باللون الابيض " رد علي و هو يقهقه .
"لا أعتقد ذلك فهذا اللون يزعجني بشده " عجباً كيف كل شئ هنا أبيض !الحائط ، المقاعد و كل شئ .
أشعر بالضياع و الممرات تشبه بعضها البعض "ألا تضيع هنا ؟" سألت بحيرة .
"بلى في بدايه أيام عملي هنا و لكن الآن حفظت المكان "
"بأمكاني أن أضيع هنا لأيام و لن يجدني أحدهم " تمتمت لنفسي و سمعت الطبيب كلارك يقهقه بخفة.
"لا تخافي نستطيع أن نجدك بسهوله " بالطبع! لكنني أخشى أنك ستكون مخطئاً قريباً.
"حقاً ؟ لا أعتقد ذلك" رددت بسخريه .
"حسناً كفانا مزاحاً هذا جناحك الجديد " قال و هو يدفع باب كبير بعد أن فتح القفل ببطاقته .
كل البوابات هنا لا تفتح إلا بالبطاقات ، لذلك علي ان أسرق هذه البطاقه ، لكن كيف ؟ هذا صعب .
"هذه الكفتيريا و هناك الغرف و من هنا المسبح و الحديقه " قال مشيراً بيده .
"الحديقه !" كررت متعجبه.
"نعم الحديقه ففي هذا القسم نضع أمثالك ، الاشخاص العاقلين بالنسبه لكِ " رد بأبتسامة.
"أتعني أنني مريضه عقلياً بالنسبه لك؟ " حاجبي المرفوع لم يجعل عيناي أقل شراً.
"أوه ، لا ، لم أقصد ذلك ، كنت أعني .."بدأ في محاولة لتصحيح خطأه.
" لا عليك ، هذا لا يهم ، كلكم متشابهون " بصقت بغضب و أنصرفت بعيداً عنه .
أتجهت للخارج ، أستنشقت بعمق ثم زفرت براحه.
كانت شمس الخريف مشرقة ، و السماء صافية ، أتجهت الى الطرف الفارغ من المسبح الكبير ، و جلست على طرف المسبح و رفعت أطراف البنطال و انزلت قدماي في الماء .
تجاهلت من حولي و فكرت أكثر بخطة للفرار، و هذه المرة لن أعود مجدداً و لن يتحكم أي شخص كان بحياتي.
"أهذه قصه شعر جديده ؟ أم أنكِ لم تسمعي بشئ يدعى 'موضه' ؟" صوت أنثوي جذب أنتباهي و فور وقوع عيناي عليها عقدت حاجباي بتشوش .
كانت لا ترتدي ملابس رمادية و لا أعتقد أنها تعمل هنا ، ملابسها آخر صيحه "هل الأخت صماء أم ماذا ؟"
"ماذا تريدين ؟" رددت ببرود أدير وجهي بعيداً عنها.
"أنتي تدركين أننا ربما الوحيدتان في هذا الجناح بنفس العمر ، أليس كذلك؟" قالت و هي تجلس بجانبي و تدلدل قدماها في الماء .
"إذاً؟" رفعت حاجبي الأيمن بتساؤل.
"أنا لوسي و أنتي؟" قالت و هي تمد يدها ، أبتسمت بود.
أدرت عيناي و صافحتها " أنا جيني "
"سررت بمعرفتك جيني !" نبرتها الحيوية ذكرتني بالفتيات المدللات من الأفلام و هذا الوضع و كأننا في عطلة و حياتنا سعيدة جداً جعلني أرغب بشدة بأدارة عيناي ، لكنني لم أرغب بأن أجرح مشاعرها و أنا بالكاد أعرفها.
" تعلمين أن اللون الأشقر سيبدو أجمل عليكِ ، إلا أن كنتي ستعتمدين الطلة القوطية" حافظت على صمتي لكنها تابعت على آيه حال " أدركت الآن آنني لم أشاهد شخصاً بشعر أسود طبيعي من قبل!"
" لم ترتدين هكذا ؟ أعني هل أنتي مريضه أم ماذا ؟" تسائلت.
"جميعنا مريضين بشكل أو أخر ، لكن نحن أخترنا البوح بجنوننا لذا أحتجزونا و هم أخفوه و أدعوا المثالية " ردت بأبتسامة جانبية على شفتيها.
"بطريقة جنونية أجد أنكِ منطقية جداً" تمتمت و أبتسامة بدأت بالزحف لشفتاي.
"لا بأس ستعتادين المكان " قالت بأبتسامة .
"أتمنى ذلك " قلت و لكنني لا أظن أنني سأبقى حتى أعتاده ، علي الخروج من هنا .
"أليس مثيراً ؟" تمتمت لوسي فنظرت لها بتشوش قبل أن تتبع عيناي مجرى نظرها.
كان هناك شاب أشقر يخرج من المسبح و المياة تتقطر على أنحنائات جسدة الممشوق.
وجهت نظري لها مره أخرى و رأيتها تحدق به و كأنها ستلتهمه " ما هذا؟!" تسائلت أشير لزاوية فمها.
نظرت نحوي بأرتباك " هل هذا لعابكِ يسيل؟" سخرت منها.
خداها أحمرا و دفعتني بخفه ، أطلقت ضحكة و أبقيت عيناي عليها.
"ليس بيداي ، أحببت كونه هنا و ألا لجُننت " ردت مبتسمه بخجل.
"ما خطبه؟" تسائلت بجدية أكثر.
"كان قبل أكثر من ٦ أشهر ثم تحسن وضعه حتى أصبح ما هو عليه الان "
إن كان هو منذ اكثر من ٦ اشهر هنا اذاً "منذ متى أنتي هنا ؟" لم أستطع أن لا أسألها.
"تعالي الى غرفتي لنتحدث " قالت بينما نهضت ، نظرت نحوها بتردد.
"هيا " حثتني لكنني لم أرغب بالعوده للداخل ، و بعد تردد نهضت معها و أرشدتني لغرفتها و ما أن فتحت الباب تسائلت .
"هل كل الغرف هنا هكذا ؟"
أنت تقرأ
النجمة السوداء
Mystery / Thriller"لم أخسر أصدقائي في ذلك الحادث ، لقد خسرت ذاتي" ستضع جيني نفسها في مغامرة للبحث عن ذاتها ، بين ضجة أصدقائها الجدد و حياتها الجديدة لن يتركها الماضي وحدها. ستضع على عاتقها كشف سر النجمة السوداء ، لكن هل ما ستكتشفه سيعجبها؟ مع عودة الذكريات تكتشف أسرا...