الفصل الخامس

1.6K 119 12
                                    

" جميعنا مريضين و ننتظر من هم شفائنا " - م.ا

|وجهة نظر جيني |

"الآن أستطيع أن أؤكد لك كم أكره اللون الأبيض" قلت للطبيب و انا أتلفت حولي .

"من المفترض أن اللون الابيض يبعث الشعور بالراحه ، لذلك كل شئ في المكان باللون الابيض " رد علي و هو يقهقه .

"لا أعتقد ذلك فهذا اللون يزعجني بشده " عجباً كيف كل شئ هنا أبيض !الحائط ، المقاعد و كل شئ .

أشعر بالضياع و الممرات تشبه بعضها البعض  "ألا تضيع هنا ؟" سألت بحيرة .

"بلى في بدايه أيام عملي هنا و لكن الآن حفظت المكان "

"بأمكاني أن أضيع هنا لأيام و لن يجدني أحدهم  " تمتمت لنفسي و سمعت الطبيب كلارك يقهقه بخفة.

"لا تخافي نستطيع أن نجدك بسهوله " بالطبع! لكنني أخشى أنك ستكون مخطئاً قريباً.

"حقاً ؟ لا أعتقد ذلك" رددت بسخريه .

"حسناً كفانا مزاحاً  هذا جناحك الجديد " قال و هو يدفع باب كبير بعد أن فتح القفل ببطاقته .

كل البوابات هنا لا تفتح إلا بالبطاقات ،  لذلك علي ان أسرق هذه البطاقه  ، لكن كيف ؟ هذا صعب .

"هذه الكفتيريا و هناك الغرف و من هنا المسبح و الحديقه " قال مشيراً بيده .

"الحديقه !" كررت متعجبه.

"نعم الحديقه ففي هذا القسم نضع أمثالك ، الاشخاص العاقلين  بالنسبه لكِ " رد بأبتسامة.

"أتعني أنني مريضه عقلياً بالنسبه لك؟ " حاجبي المرفوع لم يجعل عيناي أقل شراً.

"أوه ، لا ، لم أقصد ذلك ، كنت أعني .."بدأ في محاولة لتصحيح خطأه.

" لا عليك ، هذا لا يهم ، كلكم متشابهون " بصقت بغضب و أنصرفت بعيداً عنه .

أتجهت للخارج ، أستنشقت بعمق ثم زفرت براحه.

كانت شمس الخريف مشرقة ، و السماء صافية ، أتجهت الى الطرف الفارغ من المسبح الكبير ،  و جلست على طرف المسبح و رفعت أطراف البنطال و انزلت قدماي في الماء .

تجاهلت من حولي و فكرت أكثر بخطة للفرار، و هذه المرة لن أعود مجدداً و لن يتحكم أي شخص كان بحياتي.

"أهذه قصه شعر جديده ؟ أم أنكِ لم تسمعي بشئ يدعى 'موضه' ؟" صوت أنثوي جذب أنتباهي و فور وقوع عيناي عليها عقدت حاجباي بتشوش .

كانت  لا ترتدي ملابس رمادية و لا أعتقد أنها تعمل هنا ،  ملابسها آخر صيحه  "هل الأخت صماء أم ماذا ؟"  

"ماذا تريدين ؟" رددت ببرود أدير وجهي بعيداً عنها.

"أنتي تدركين أننا ربما الوحيدتان في هذا الجناح بنفس العمر ، أليس كذلك؟" قالت و هي تجلس بجانبي و تدلدل قدماها في الماء .

"إذاً؟" رفعت حاجبي الأيمن بتساؤل.

"أنا لوسي و أنتي؟" قالت و هي تمد يدها ، أبتسمت بود.

أدرت عيناي و صافحتها " أنا جيني "

"سررت بمعرفتك جيني !" نبرتها الحيوية ذكرتني بالفتيات المدللات من الأفلام و هذا الوضع و كأننا في عطلة و حياتنا سعيدة جداً جعلني أرغب بشدة بأدارة عيناي ، لكنني لم أرغب بأن أجرح مشاعرها و أنا بالكاد أعرفها.

" تعلمين أن اللون الأشقر سيبدو أجمل عليكِ ، إلا أن كنتي ستعتمدين الطلة القوطية"  حافظت على صمتي لكنها تابعت على آيه حال " أدركت الآن آنني لم أشاهد شخصاً بشعر أسود طبيعي من قبل!"

"  لم ترتدين هكذا ؟ أعني هل أنتي مريضه أم ماذا ؟" تسائلت.

"جميعنا مريضين بشكل أو أخر ، لكن نحن أخترنا البوح بجنوننا لذا أحتجزونا و هم أخفوه و أدعوا المثالية " ردت بأبتسامة جانبية على شفتيها.

"بطريقة جنونية أجد أنكِ منطقية جداً" تمتمت و أبتسامة بدأت بالزحف لشفتاي.

"لا بأس ستعتادين المكان " قالت بأبتسامة .

"أتمنى ذلك " قلت و لكنني لا أظن أنني سأبقى  حتى أعتاده ، علي الخروج من هنا .

"أليس مثيراً ؟" تمتمت لوسي فنظرت لها بتشوش قبل أن تتبع عيناي مجرى نظرها.

كان هناك شاب أشقر يخرج من المسبح و المياة تتقطر على أنحنائات جسدة الممشوق.

وجهت نظري  لها مره أخرى و رأيتها تحدق به و كأنها ستلتهمه " ما هذا؟!" تسائلت أشير لزاوية فمها.

نظرت نحوي بأرتباك " هل هذا لعابكِ يسيل؟" سخرت منها.

خداها أحمرا و دفعتني بخفه ، أطلقت ضحكة و أبقيت عيناي عليها.

"ليس بيداي ، أحببت كونه هنا و ألا لجُننت " ردت مبتسمه بخجل.

"ما خطبه؟" تسائلت بجدية أكثر.

"كان قبل أكثر من ٦ أشهر ثم تحسن وضعه حتى أصبح ما هو عليه الان "

إن كان هو منذ اكثر من ٦ اشهر هنا اذاً  "منذ متى أنتي هنا ؟" لم أستطع أن لا أسألها.

"تعالي الى غرفتي لنتحدث " قالت بينما نهضت ، نظرت نحوها بتردد.

"هيا " حثتني لكنني لم أرغب بالعوده للداخل ، و بعد تردد نهضت معها و أرشدتني لغرفتها و ما أن فتحت الباب تسائلت .

"هل كل الغرف هنا هكذا ؟"

النجمة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن