الفصل الثاني

2.3K 150 2
                                    

|وجهة نظر جيني |

لم أكن أعلم الى اين أنا ذاهبه ، توقفت قليلاً و وضعت رأسي على المقود و لم أسمع سوى صوت شهقاتي ،  رفعت رأسي و مسحت دموعي .

السماء الرمادية تزيدني حزناً و كما شاهدت أغصان  الأشجار تتراقص مع رياح الخريف أدركت كم أشتاق لأصدقائي ، أتمنى لو أنهم ما زالوا أحياء ، أتمنى لو أستطيع رؤيتهم مجدداً.

حركت غيار السيارة ، الآن أعلم ما هي وجهتي ، أنطلقت و لم أتوقف سوى لأبتاع بعض الأزهار.

تنهدت بعد أطفاء المحرك ، شعرت بالعار و الحسرة تأكل وجداني ببطئ ، كنت خائفة لأن وجودهم تحت التراب يؤكد واقعي لا أكثر و هو أنني وحيدة.

ترجلت من السيارة ، و توجهت الى حيث مقابرهم كانت مصطفه بجانب بعضها البعض ، شاحبه و كأن أحداً لم يزرها ابداً .

شعرت بقلبي ينقبض و بغصه قويه ، تسللت دمعة وراء دمعة  قبل أن يكسر صوت شهقاتي صمت المقابر الموحش .

أحتجتهم بجواري و تسألت مرات لا تُحصى لما لم أمت معهم ؟ لم كُتب علي العيش وحيدة ؟ و زادت الأسئلة لكن لم يكن هناك أيه أجوبة ، كان علي التشبت بأي شئ حتى لو كان وهماً ، كان علي إنتشال نفسي من تلك الفجوة الخالية من المشاعر.

نهضت بعد فتره من البكاء و مسحت دموعي ، نظفت قبورهم و وضعت عليها الزهور ، بقيت بجوارهم لا أدري لكم من الوقت ، لكنني حقاً كنت أحتاج لهذا الوقت ، بمفردي.

أهتز هاتفي معلناً وصول رسالة و أخرجته بفضول .

أتمنى أن هذه ليست مجرد دعابة ساخرة و أنكِ بطريقة ما لن تفوتي الموعد.

داني

أغمضت عيناي و رفعت رأسي للسماء ، لقد نسيت تماماً موعدي مع داني!

بسرعة نهضت و ركضت نحو سيارتي و أنطلقت مسرعة.

٭★٭★٭★٭★٭★٭

حين وصلت للمقهى كان داني خارجاً بخيبة أمل واضحه على وجهة ، بالتأكيد هو يكرهني الآن! فكرت داخلياً قبل أن أستوقفة.

"داني !" أمسكت بذراعه و أدرته نحوي " أعتذر جداً عن التأخير لقد طرأ أمر ما!"

لم يبدو أنه من النوع الذي قد يُخدع بسهولة و أعتقد أنه الآن فقد ذرة الثقة الوحيدة بي.

ملامح وجهة كانت قاسية كنبرته حين رد " لا عليكِ ، كنت ذاهب للنادي الرياضي على آيه حال !"

"النادي الرياضي ؟" حاولت جعل نبرتي لطيفة و حيوية " أحب الذهاب للنادي الرياضي!"

عضضت شفتاي حين أدركت كم بدا ذلك سخيفاً و أدرت وجهي بأحراج.

زوايا فم داني أهتزت لكنه حارب الأبتسامة و حافظ على تعابيرة القاسية ، هز رأسه " حسناً !"

النجمة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن