|وجهة نظر جيني |
لم أكن أعلم الى اين أنا ذاهبه ، توقفت قليلاً و وضعت رأسي على المقود و لم أسمع سوى صوت شهقاتي ، رفعت رأسي و مسحت دموعي .
السماء الرمادية تزيدني حزناً و كما شاهدت أغصان الأشجار تتراقص مع رياح الخريف أدركت كم أشتاق لأصدقائي ، أتمنى لو أنهم ما زالوا أحياء ، أتمنى لو أستطيع رؤيتهم مجدداً.
حركت غيار السيارة ، الآن أعلم ما هي وجهتي ، أنطلقت و لم أتوقف سوى لأبتاع بعض الأزهار.
تنهدت بعد أطفاء المحرك ، شعرت بالعار و الحسرة تأكل وجداني ببطئ ، كنت خائفة لأن وجودهم تحت التراب يؤكد واقعي لا أكثر و هو أنني وحيدة.
ترجلت من السيارة ، و توجهت الى حيث مقابرهم كانت مصطفه بجانب بعضها البعض ، شاحبه و كأن أحداً لم يزرها ابداً .
شعرت بقلبي ينقبض و بغصه قويه ، تسللت دمعة وراء دمعة قبل أن يكسر صوت شهقاتي صمت المقابر الموحش .
أحتجتهم بجواري و تسألت مرات لا تُحصى لما لم أمت معهم ؟ لم كُتب علي العيش وحيدة ؟ و زادت الأسئلة لكن لم يكن هناك أيه أجوبة ، كان علي التشبت بأي شئ حتى لو كان وهماً ، كان علي إنتشال نفسي من تلك الفجوة الخالية من المشاعر.
نهضت بعد فتره من البكاء و مسحت دموعي ، نظفت قبورهم و وضعت عليها الزهور ، بقيت بجوارهم لا أدري لكم من الوقت ، لكنني حقاً كنت أحتاج لهذا الوقت ، بمفردي.
أهتز هاتفي معلناً وصول رسالة و أخرجته بفضول .
أتمنى أن هذه ليست مجرد دعابة ساخرة و أنكِ بطريقة ما لن تفوتي الموعد.
داني
أغمضت عيناي و رفعت رأسي للسماء ، لقد نسيت تماماً موعدي مع داني!
بسرعة نهضت و ركضت نحو سيارتي و أنطلقت مسرعة.
٭★٭★٭★٭★٭★٭
حين وصلت للمقهى كان داني خارجاً بخيبة أمل واضحه على وجهة ، بالتأكيد هو يكرهني الآن! فكرت داخلياً قبل أن أستوقفة.
"داني !" أمسكت بذراعه و أدرته نحوي " أعتذر جداً عن التأخير لقد طرأ أمر ما!"
لم يبدو أنه من النوع الذي قد يُخدع بسهولة و أعتقد أنه الآن فقد ذرة الثقة الوحيدة بي.
ملامح وجهة كانت قاسية كنبرته حين رد " لا عليكِ ، كنت ذاهب للنادي الرياضي على آيه حال !"
"النادي الرياضي ؟" حاولت جعل نبرتي لطيفة و حيوية " أحب الذهاب للنادي الرياضي!"
عضضت شفتاي حين أدركت كم بدا ذلك سخيفاً و أدرت وجهي بأحراج.
زوايا فم داني أهتزت لكنه حارب الأبتسامة و حافظ على تعابيرة القاسية ، هز رأسه " حسناً !"
أنت تقرأ
النجمة السوداء
Mystery / Thriller"لم أخسر أصدقائي في ذلك الحادث ، لقد خسرت ذاتي" ستضع جيني نفسها في مغامرة للبحث عن ذاتها ، بين ضجة أصدقائها الجدد و حياتها الجديدة لن يتركها الماضي وحدها. ستضع على عاتقها كشف سر النجمة السوداء ، لكن هل ما ستكتشفه سيعجبها؟ مع عودة الذكريات تكتشف أسرا...