الفصل الاول [ عملية خاطئة ]

3.7K 72 108
                                    


في الجانب الجنوبي:

داخل احد البيوت المتهالكة الصغيرة والي تشهد جدرانها على العديد

من الذكريات المتماسكة بين اب و إبنه .

بين ياسين و حسـام .

منزل على الطراز الشعبي ب باب امامي وخلفي فقط, ثمة العديد من الجدران رقعت ببعض الالوان وترميم قديم لم يكتمل.. وكتابات مبعثرة لاحد ابناء الجيران الذي ظن بإن هذه هو السبيل للتمرد . .

فأما الرجل العجوز فهو يبحث بلا توقف عن عكازته لكي يرمي ثقله عليها قبل أن يخرج , يجر احدى قدميه جراً وقد تأكلت مفاصلها بفعل الكد , الفقر ومضي السنين فقد تلبس الشيب شعره منذ زمن طويل..

متى كانت المرة الأخيرة , التي مشى ابيه دون احتياجه لهذه العكازة , لربما منذ عشر سنين مضت . . وبين رحلة البحث صرح ياسين بإنه سيذهب الى حسن .

حسن , او كما يحب ان يناديه حسام إبنه..( جارهم النذل جداً حسن)

ف حسن و الديون مرتبطان ارتباطاً وثيقاً.

فكان الامر مبرراً لهذه التسمية بالنسبة الى حسام لا يتذكر مرةً عاد والده من حسن بلا دين اضافي ، يشعر ان ثِقل الديون سارع في تآكل مفصل ابيه الايسر وليس مجرد ما يقول الاطباء مرض ما ! " ابي متى ستكف عن الذهاب لذاك النذل "

" ابحث عن عكازي! فأنا ذاهب " بذكر الديون و حسن واحتكاك المفاصل , استسلم حسام وبات يبحث عن عكازة ابيه بصبر وقلة حيلة فإبيه لا يسمع الكلام و لا يستوعب حجم المتاعب التي يقع بها.

يتساءل حسام كيف لوالده الطاقة لتحمل كل ما يِقال بالارجاء عنه؟

ياسين المتسول

المديون ياسين..

وامور كثيره يحاول سد اذنيه عنها بقِلة حيلة وإعتياد.

فالاحاديث , تزيد هموم الديون هما ..

فوقعت على كاهله ايضاً .

تسيطر على عقله تضيق على سعته وتنهش جسده!

فيشك حسام بإنه سيلحق بمشاكل ابيه الصحية يوماً .

" اوف" همس لنفسه بهذا وصدره ضائق بالأمس ارسل لهم احدهم تحذيراً بأمر تأخرهم عن سداد إيجار المنزل

كان صاحب المنزل صبوراً معهم على عكس جميع من يعرفه حسام متفهماً لعوز حالتهم مقدراً لمشاكل أبيه ..

تأخروا بالسداد عدة مرات إلا انه لم يشكي شيئاً إنها المرة الاولى التي يرسل بها تحذيراً وتذكيراً بأمر الموعد

فلابد ان ضاقت به السبل وضاق ذعراً بهم , كحال الجميع , لا يلومه حسام.

توقف , وضرب راسه بخفة على الجدار القريب وهمس بصوت شبه مسموع " آخخ من حياتي! "

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن