رواية || تصادم

الفصل الثالث : [ الموت الاحمر ]

[الفصل الثالث ]

( يوسف ).
استيقاظه الصباحي المتأخر لم يزده الا صداعاً
كراهية ان يتأثر روتينه الصباحي تزعجه كثيراً

صنع كوب قهوته بنفسه فهو يحبه بوزن معين وبنوع معين من البن وبتوقيت معين يجعله يشعر بتحسن نفسي ، تخبره اخته بإنه حالته مع القهوة تشبه انسلاخ الافعى من جلدها القديم.

لا يعرف ان كانت تهينه ام تمجد في هوسه قهوته..
ايجاد الوزنيه بدقة , وصنع كوب مثالي يخلق شعور بالراحة والتناغم في داخله , بإنه مسيطر على الامور .

عندما نزل للاسفل وجد العاملة تنظف طاولة الطعام من بقايا الفطور
فالجميع قد استيقظ بالفعل وافطر قبله.. كالعادة
لا احد يهتم لإيقاظه ..

امور صغيره يعرف يقينناً ماذا تعني، لا يزال فرد من العائلة لكن هناك حدود لا يستطيع تخطيها مهما اراد بشدة ان يقفز فوقها .

كإهتمام زوجة ابيه بإيقاظ ابناءها الا هو ، او كنومه بلا طعام وخروجه بلا سؤال الا من ابيه ان تذكر
كعدم قدرته على تذوق ما يفضله من الطعام , لان لا احد يهتم حتى بسؤاله..ماذا تفضل ؟
كما يرى يومياً في العشاء مع سعادة اخيه فارس بطبق ما
او اخته ساره بتحلية معينة..

كعدم اهتمام احد بدرجاته او اداءه الواجبات عندما كان صغيراً
لم يحصل على مواساة او توبيخ او حتى نظرة فخر.. مهما تنوعت درجاته ..

كخروجه بمعطف رطب لم يجفف جيداً في الشتاء ..

والكثير من التفاصيل، لم تكن زوجة ابيه قاسيه بمعنى حرفي،
بالحقيقة انها تقوم بعملها على اكمل وجه من متطلبات اساسية رغم تلك الزلات الصغيره التي تعمي ببساطة انها لا تكترث بتلك الدرجة
وهي بالنهاية ليست بوالدته وهو لا يستطيع ان يطالبها بشيء

لكن لا ينفك يشعر بغيره بسيطة من معنى ان يرى مدى الاختلاف ومدى الحنان التي يغُمر فيه اخوته مقارنة به

ترك افكاره خلفه في غرفته وقام بتبديل ملابسه الى ملابس رياضية
هذا عطلة نهاية الاسبوع ، ولديه روتين صباحي يجب الانتهاء منه قبل البدء في اليوم الحقيقي

التاسعة الجري لمدة ساعة

ثم تناول فطور صحي

بعد ذلك الاطلاع قليلاً على عدة مشاريع مؤجلة لنهاية الاسبوع مع تدوين ما ينقصها من ملاحظات

هو مدمن عمل نوعاً ما رغم كونه في السلك الجنائي منذ فتره قصيره يحب ايضاً الإطلاع السريع على مشاريع استثمارية.