الفصل الثالث عشر [ رسائل ] 2/2

499 43 151
                                    

قبل 23 عاماً

لا يمتلك , ادنى مقومات الحياه من غذاء وسكن , ينام في شاحنته ولا يملك طاقة للمكافحة يوم اخر

سببه للعيش والمقاومه قد رحل , سلبته منه الظروف , سلبته منه زوجته التي قتلت ابنها فقط لانها تراه معاقاً , سيعيقه عن
الحياة

كتبت في رسالتها الأخيرة

( الى زوجي والى من بقي حياً وحيداً
انا اسفه يا حبيبي , لن ادع ابني يبقى معك  , انا اضطررت لقتله معي .. لن ارحل وحيده .. الحياه بالفعل كانت قاسية علينا ونحن اصحاء فكيف لو كنا مرضى  .. )

فقر المال وفقر في الصحة , وبدلاً من ان يكون حزينناً على رحيلها كان يشتعل غضباً !

لما قررت فعل هذا ؟ لماذا لم ترحل لوحدها ؟ لماذا قتلت فلذة كبده معها ؟

لهذا لم يدفنها ولم يكترث لجثتها اخذ جثة ابنه فقط ..
عقاباً لها , ماتت مجهولة , لا احد اكترث حتى لتفاصيل رسالتها ..

ما الذي يجعلهم يصلون الى هذا الحد من البؤس ..
كان المذياع خلفية أفكاره .. وهو يخرج سلاح ناري من درج الشاحنة .. سلاح ابيه

لقد اورثه امراً سينهي حياته به . .
ما الفائده من العيش؟

وضع فهوة المسدس على راسه , اغمض عينيه بقوه والدموع تصب ..
ومضات من حياته المثيرة للشفقة ..
ومضات من سعادته وايامه الجميله ..
.. ضغط الزناد بلا تردد  واغلق عينيه بقوه
وداعاً ..
إلا انه لم يخرج شيء . .
تنفس الصعداء , وابعد المسدس وكأن الحياة عادت من جديد ؟
كيف لم ينتبه ان الرصاص فارغ , حتى بإنهاء حياته لم يفده ابيه بشيء

كان سيهم بفعل امراً ينهي حياته إلا ان خبر في المذياع شد انتباه كلياً

" قدم الوزير درع ذهبي للدكتور سعود منصور ال××××× , بمناسبة تكلل نجاح عملية طفله بسام بالنجاح .. وكان بسام يعاني من حالة معقدة  ونادره خلصها منه الجراح البارع د.سعود بعملية استغرقت 10 ساعات بلا مضاعفات . "

قال المضيف الاخر  " ياله من انسان ناجح لاب ناجح , ابيه السياسي الناجح الأستاذ منصور .. "

وبدأو يتحدثون بشتى تفاصيل إنجازات الوزير و السياسي منصور. .
حينها تجمد ياسين في مكانه , ذلك اللعين سعود .. ذلك الطبيب المغرور !

اليس بسببه كل ما حدث ؟

اليس لكونه رفض اجراء عملية ابنه الفقير لانها تعارضت مع عملية ابن الوزير؟
اكانت روح ابنه رخيصة فقط لكونه فقير ...

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن