الفصل الثلاثون [ احمر الشفاه ]

769 53 217
                                    


" هل أنت مستعد ؟ "

صوت سعود من خلف حسام ينادي , كان حسام قد خلع رداء المستشفى

وارتدى من احضره له سعود الذي ابتسم له ورفرف شعره " من الرائع ان لدي توأم بمقاس جهاد تماماً إلا انك اقل منه وزن قليلاً .." لم يرد حسام بشيء , لانه لم يستطع الاندماج بعد ..

خرج من غرفة المستشفى , التي قضى فيها أيام تشبه لحظة الاستيقاظ نوم طويل لم يكن يحمل شيئاً لا لباس او حقيبة .. كانت يداه تتحركان بعشوائية محرجة .. وضعهما في جيبه الحانبي وهو يحدق بالارجاء متبعاً سعود ..

ثمة رغبة تجول في ذهنه , يزم شفتيه ليقولها ثم يتردد .. حتى وصلا الى البوابة وامامه سيارة, اول ما الاحظه حسام انها من طراز فاخر ..
استدار اليه سعود وقد فتح باب السيارة " هيا بني تفضل "

حدق حسام به بتردد طويل , عقد سعود حاجبيه وقد ادرك ان ثمة امراً ما يريد ريان ابنه قوله ولكن لا يستطيع ركب السيارة على كل حال بعد عدة ثواني , حالما دخل السيارة اتبعه سعود وجلسا بالمقاعد الخلفية استدار له وقال " هل تريد قول شيء ما "

قال حسام فوراً" هل تقرأ افكاري ؟ .. " ابتسم سعود " عيناك تحكي الكثير "

قال حسام .. " لا اعرف .. ماذا او كيف سأقول .. هذا " نظر اليه سعود بتركيز " قل ما تريد قوله يا بني ! فكلي اذان صاغيه "

نظر حسام بتأنيب تجاه سعود , هل سيكسره ما يقول ؟ , وكأنما فهم سعود من تردد حسام شيء ما عن رغبته قال بابتسامة صبوره " هل هو امراً يتعلق بحياتك السابقة ؟ " تفاجئ حسام , هذا الرجل يعرف قراءه تعابيره جيداً .. قال بتردد " نعم " ثم استدار لتلتقي عيناه بعيني سعود " هل يمكن ؟ .. " صمت لثواني ثم قال " هل يمكننا ان نزور .. قبر .." لم يستطع ان يقول ياسين حاف او ابي .

قاطعه سعود وقال " نعم بالطبع كما تشاء .. " ثم اخبر السائق بالوجهة الجديدة قبل المنزل , والان قد غلب الطريق الصمت

ظل حسام ينظر الى المباني . .بشرود وأفكار مبهمة عن حياته الاتية لكن مما لاحظه يبدو بأن هذا الرجل المدعو بـ سعود ثري ..قال لنفسه بشيء من السخرية- على الاقل لن اقلق بشأن الديون بعد اليوم - من الجيد انه لا يزال يحتفظ بحسه الكوميدي.. الذي يحفظ له قواه العقلية.. على اية حال

وضع راسه على المسندة .. انه يشعر بالدوار دائماً عندما يركب السياره لطالما حياته المليئة بالحذر تمنعه من الاستغراق في النوم .. والآن جفونه تثقل .. حينها وقع على اذنيه صوت ضحكه خفيفه .. وادار راسه ليجد سعود يضحك بخفة .. عقد حاجبيه " مآذا ؟ "

قال سعود وقد مسح على راسه برفق ".. لقد وجدت الامر ظريفاً .. انت لديك عادات جهاد ايضاً .. لا يستطيع مقاومة النعاس في السيارة ..على الاطلاق "

احمرت وجنتيه , ونفض راسه وقال " لم انعس .. انني متعب .. " ابتسم له سعود بحنية " بالطبع , لكن سنصل قريباً وسأكون معك صريحاً لن يقوى قلبي على ايقاظك "

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن