الفصل الثالث والثلاثون [ بصيص الحياة ]

693 50 127
                                    



ممنزل سعود :

لقد تعافى حسام بالكامل , جسده على الأقل .. استيقظ مبكراُ كعادته ورغم استقبال عقله لهذا الكم من الصدمات مؤخراً , إلا انه يمتصها بشكل معقول .. معقول بالنسبة إليه ايضاً . .

قد كتب مذكرات طويلة وتعبيرية ساخطة , ويخرج للناس بوجه سليم .. أخبره سعود بشأن لقاء طبيب نفسي لكن رفض حسام الامر بتاتاً .. سيتعامل مع الامر بنفسه كما اعتاد ان يفعل .

كانت لا احد في المنزل , والدته نائمه . . سعود قد تناول معه طعام الإفطار وقد غادر للعمل .. وجهاد , لا يريد ان يزعج جهاد ويوقظه لاجل التسلية او امضاء الوقت .. هاتفه الجديد ؟ لم يكن حسام من النوع الذي يستمتع بقضاء وقته على جهاز بهذا الحجم لقد كان يحب قضاء وقته بالشارع بالتخطيط على هدف جديد للسرقة ..

تمدد على سريره مجدداً , هل بحماقة ؟ يفكر انه يشتاق الى ذلك الشقاء؟ ام الحياة الهادئة تثير في داخله الضوضاء وتعيد له الذكريات والأفكار , تقلب على سريره .. تحدث هو وسعود ايضاً عن مسألة اكماله للدراسة والتي يراها حسام عونناً على التأقلم بدل البقاء في المنزل بلا عمل سواء مخاطبة الأفكار . .

ثم اخذ هاتفه الجديد معه والذي لا يوجد به الا رقمي والده وجهاد .. وقرر ان يخرج ليتمشى في المكان .. ومضت الدقائق وعيناه تجوبان الحي الراقي .. اعتادت على القاذورات في كل مكان في الجانب الجنوبي , وحيث لربما ستجد رجل يصارع التشرد واخر مٌلقى في نشوه .. لكن هنا كل ما يجده هو الهدوء وصوت لعب الأطفال ..

ثم مشى عدة خطوات إضافية الى مصدر أصوات الأطفال التي تعلو أكثر فأكثر .. إلى ان قادته الأصوات الى حديقة العاب .. مخصصة للأطفال , آمال راسه .. عقد حاجبيه .. أصوات الأطفال التي في الخلفية أصبحت في عقله , وذكريات ضبابية للغاية .. وجد نفسه يمشي ليجلس على ارجوحة فارغة .. كان ثابتاً لكن ذكريات عديدة لشخص يقوم بدفعه وضحكات طفولية في مسامعه تعلو وتعلو .. كانت اللحظة خاطفة .. شيء لم يعتقد ان سيحدث له اليوم .. شعر بالحنين الى هذا المكان الذي قد تبين انه لربما يحتضن بعض اثار لطفولته الضائعة ..

وقف , تنهد .. وهو لا يعرف كيف يتعامل مع هذا الحنين الصارخ .. الذي قد باغته على حين غرة , امراً لم يتعامل معه على الاطلاق .. سوا لشخص لا يستحقه على الاطلاق ..

ثم بذاكرته الفولاذية , ضغط على عدة ارقام على الهاتف .. لم يرد الرقم بالطبع , ظهرت ابتسامة ساخرة .. لا يصدق انه يتصل على رقم عادل , المخصص للمخبرين .. رقم غريب بالطبع لن يرد عليه ؟ هل يذهب بنفسه الى مركز المكافحة يشعر بان هناك العديد من الأمور التي ظلت معلقة .

بالطبع ها هو قد اخذ الاجرة بالمآل الذي زوده به ابيه .

هآ هي مسافة الخمسة عشر دقيقة تنتهي اسرع مما حسب لها حسام , فهو بظنه يستطيع الاستعداد التأهب او التفكير بشيء لربما يود ان يقوله ..لحركته الاندفاعية.

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن