رواية || تصادم

الفصل التاسع والعشرون [ سـند ]

" مالذي اخبرت ريان به؟ انه لا يجيبني على الاطلاق "

صاح سعود بـ جهاد , بنبرة موبخه .. هي احدى المرات القلائل الذي يوبخه أباه والمرة الأولى لأمر لا يخص حمايته , لاجل شخص اخر ..
امراً مستغرب..
كان جهاد مستلقي على سريره بتعب قال ببرود " لقد تذكر بنفسه لم اخبره شيئاً.. "

أضاف الغضب حمره على وجه ابيه المتعب, فقال وهو الذي يعلم دهاء ابنه وطبيعته
" جهاد!!! اعرفك جيداً.. هل قلت له شيئاً"

ارتفعت حاجبي جهاد بتعجب..
انها تعابير جديده عليه.. ومعاملة مستغربة يبدو ان ابيه يعيش في ضغوطات لا نهاية لها... ويبدو ان احدهم يشاركه قلب سعود الان
لكنه ليس غيوراً ولا غاضباً..
لطالما كان جهاد ممتناً و متفهماً.. شخصيته كمرونه سريان الماء في المنحدرات والمنعطفات.. تنهد وقال " لم اخبره بشيء يُذكر سوى ان عليه ان يتذكر كلمات ياسين. . "

اتسعت عينا سعود" هل قال له شيء المجرم قبل ان يموت ؟"

يتذكر جهاد رغم صعوبة ذلك اليوم , يتذكر كلمات ياسين الاخيره " لقد قال اسف .. ريان, لقد ناداه باسمه الحقيقي يا ابي"
سعل قليلاً ..وقال " ارجوك ابي انا متعب.. لقد تحدثت مطولاً مع المحقق للتو وارغب بالنوم.."
تغيرت ملامح سعود الى الحنية " اوه.. حسنناً.. " اقترب وغطى جهاد برقة" يجب عليك الالتزام بادويتك.. امك ستزوك قريباً لم استطع اخفاء الامر اكثر"
ابتسم جهاد" لا بأس , سأفعل"

قال سعود بتحذير " انتبه , ريان اخيك غير مستعد لمقابلة والدته .. لا تخبرها بشيء "

اومئ جهاد " سأفعل .. "

غادر سعود لمرافقة ريان , فأما جهاد ظل يتقلب في سريره

للتو اتى المحقق بشأن ما حدث واستجوابه بحكم كونه ضحية .. اخبره جهاد تفاصيل ما حدث

كان المحقق يركز على الاغلب على شأن ياسين , وعلاقته بـ ريان .

اكثر من العصابة التي قامت باختطافهما .

عقد جهاد حاجبيه , كان الامر غريباً وها هو وقد صفى ذهنه .. استطاع ربط الكثير من الاحداث مما جرى ..يبدو بإن قسم اخر مسؤول عن قضية العصابة

على أية حال , وصى جهاد المحقق من أعماق قلبه بإن لا يضغط على أخيه .. وبدا المحقق غير مكترثاً للوصاية

عندما ثَقلت جفونه من جديد , ايقظه صوت بكآء ونحيب

لم يعرف كم مضى من الوقت منذ ان غرق في النوم . . ولكن لم يكن طويلاً

يعرف صوت البكاء هذا جيداً ..

" آه .. يا حبيبي .. " احدهم امسك بيديه بشدة ..

استيقظ جهاد كلياً .. واستدار إليها , إنها والدته منار تنظر إليه بأعين حمراء

اعين انهكها البكاء " مهلاً .. امي .. " قال لها مطمئنناً ثم مسح دموعها بكفيه ..