الفصل السادس والعشرون [ تحت المطر ]

786 51 178
                                    



المخبر, مده بالطاقة لفعل ما يلزم .. فحسام لن يدخل في مهمة إنتحارية فحسب بل مهمة إنتحارية مع شيء من الدعم وقليل من الامل.

لن يدع آبيه تحت رحمة غسان المعتوه, ولن يدع ذلك الفتى ايضاً يموت بسببه رغم كونه جنى على نفسه بهذا.
السماء تنذر بمطر قريب, مطراً لربما يسيل دماءه لاحقاً..

حينما خطى خطواته ناحية المخزن وبابه الحديد العِملاق الصدئ..
هذا المكان الذي تنفذ فيه عصابة غسان ابشع الجرائم بكل اعتزاز لقد عرف عنه مصادفةً مؤخراً.

فتح الباب الصدئ الذي انذر بقدومه كالعصافة للجميع. .
دخل بكل بجاحة رافعاً يديه بإستسلام..

صارخاً " غسان ها انا.. هنا.. اتيت بنفسي .. "

كان الجميع على مسافة ليست ببعيدة من المدخل.. العديد من النوافذ المكسوره للنفاذ والتسلل الا انه اختار بحماقة ان يعلن وجوده فلا فائدة من التسلل.. فالجميع متوزعين في اوسط المكان حول الكرسيين اللذان يقيدان كلاً من جهاد وياسين..

سمع صوت تصفيق .." واو واو اهلاً اهلاً.. " كان هذا ليث المختل
قال لؤي بحقد" لقد كنت تخفي الكثير يا حسام..حتى إن لديك توأماً "
يالها من كوميديا سوداء , هو بنفسه لم يعرف بوجود هذا الشخص الا بالامس.. لديه الكثير ليسأل والده عنه.. بعد ان ينقذه ..

مشى بخطوات خفيفة.. مسدسه في جيبه.. سكينة اخرى مخفيه ايضاً
وهناك تحت السقف المكشوف ..كانا هنالك رجلين مقيدين مقابلين للبعضهما البعض

احدهما اباه..وهو فاقداً للوعي يرتدي لباس المشفى ويده اليمنى  تبدو اصابعها في وضع غريب.. عض على شفتيه من الغضب
والاخر شبيهه , شعره مبلل يرتجف من البرد .. ويكافح لاخذ نفس وهنالك سكينة معلقة في جانبه الايسر..ارتفعت عيناه شبيهه .. لتتلاقى اعينهما..خفق قلبه بتوتر وقلق عليه ايضاً.. اراد ان ينقذهما معاً .. وليس ياسين فقط.

من خلفه تقدم غسان خطوة وهو يصفق " لا تكف عن مفاجئتي.. ايها المخبر "
قال حسام بغضب " وهذا المخبر سيحرص
على الزج بك سجن قِذر "
قال غسان بتعبير جنوني " اذاً انت تعترف.. "

بخضم هذا الدخول الجنوني , والضوضاء.. استعاد جِهاد شيء من قوته رغم رجفته التي لا تتوقف.. رفع راسه ببطئ ليجد اغلب الرجال امامه الان بهجومية لمن اتى..

شعر بشيء حَاد يلامس يديه.. وقيوده المشدوده قد ارتخت بشكل مفاجئ.. احدهم فك قيده بانشغال الجميع ولا يعرف من هو لانه لم يستطع رفع رأسه بعد . .

وكذلك القيود التي حول قدميه.. لكن ظل جهاد في مكانه مدعي انه لا يزال مقيداً الى ان تأتي الفرصه المناسبه.. ولكونه لا يزال في حالة من الضعف .. لم يفعل شيئاً.

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن