الفصل التاسع عشر [ سقوط ]

654 41 195
                                    

قبل سنوات طويلة ..
نور :

تتجول في أروقة مدينة أوربية , شعرها الأسود المسدول مموج بإهتمام وحقيبة ماركة تضعها , رائحة عطر فواحة تجذب كُل من مر منها إليها , الأجنبي منهم او ابن بلدها .. فستان اسود واسع وطويل وبصمتها , حمرة شفاه حمراء

تدور بعينيها كالقطط على أحدى صديقاتها اللاتي من المفترض ان تلتقي بهم اليوم في مقهى , جلست على احد الكراسي ورمت حقيبتها ظلت تنظر إلى محيطها بتأمل ..

إبتسمت ابتسامة جانبية عندما رأت طفل يخطو بعمر الأربع سنوات  وبوجه اثآر حرق طفيفة .. ذكرها بذكرى التي قلبت حياتها وادت بها الى هنا
هل اخيها – باسل – بعمر هذا الفتى الان ؟
لقد مضت ثلاث سنوات وعدة اشهر منذ اخر مرة قد رأته , ومنذ اخر مرة قد اعُترف بها كإبنة لـ معن .

كم مرت تلك السنوات بسرعة الضوء , وها هي نور .. تدعى نفسها باسم جديد ياسمين هرباً من بطش ابيها وزجته بعد الكارثة التي فعلتها بإبنهما .. بعدما حاولت حرق إبنه وزوجته عمداً إلا ان كليهما قد نجى وباسل بقيت معه آثار ..

تظن نور – ياسمين – بإنها ليست ملامة على شيء , وان سيرين تلك العاهرة كما تحب ان تدعوها نور هي من جعلت الأمور تسوء وتصل الى هذا الحد , فهي لا تشعر بذرة من الذنب .

فكلما تتذكر محاولة سيرين قبل جريمة الحرق , بـ إقناع ابيها بتزوجيها الى اخيها ا المقعد و القبيح كما تناديه نور دوماً , تشمئز , يقشعر جسدها .. وإذا بإبيها حبيب قلبها تتغير مشاعره كما تغيرت تعابيره الى البرود يوماً بعد يوم

عندما يرى أفعال سيرين وتمثيلها المتقن بإنها تتعرض للاذى والتنمر , وان تزويج نور سيجعلها مسؤوله , لذا قررت نور فعلاً بإن تجعل التمثلية حقيقة , وان ينتهي الامر بإيذاء تقل المختلة لتنحتب على شيء حقيقي ..

فنثرت مواد مشتعلة حول غرفتها مع إبنه في يوم كانت ابيها يتواجد في العمل , وبضحكة هيستيرية رمت عود الثقاب واشتعلت النيران , وضلت ترقص على الصراخ الى ان لم تعد تقوى على تحمل الحراره فنفذت بجلدها ..

وتم انقاذهما فيما بعد
كانت نور تقول لنفسها بإنها ما الذي ستخسره مثلاً؟ ان يزوجها ابيها الى اخ سيرين ؟ لقد تقرر الامر بالفعل دون هذا الجنون ؟ السجن  ؟ ان ابيها سيقتل نفسه قبل ان يزج احد افراد عائلته السجن

لأنه المكان الذي يهرب منه طوال حياته ولا يود ان يرتبط به ولو بذرة ..
لم تعقتد ولو لوهلة ان ابيها سيقوم بصفعها تلك الصعفة المدوية , التي لا زالت تتذكر طنين اذنيها وكأنه الامس ولم يكتفي بهذا بل والقى عليها ما لم تظنه سيفعله على الاطلاق

" انتي لست ابنتي بعد اليوم , اغربي عن وجهي "

منذ ذلك اليوم لم تعد نور المدللة إبنة معن , بل أصبحت ياسمين بنت اللاحد , وبكرامتها غادرت المنزل ومعها غصات وذكريات وآلم لم تزول ..
اما تلك الافعى زوجة ابيها فلم تدعها وشأنها , وبل وفوراً تعرضت نور لحادث سيارة متعمد إلا انها نجت

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن