الفصل الثاني [ إبن الراقصة ]

1.1K 53 74
                                    



منزل الجد منصور :

دخل معاذ مجلس جده منصور الخارجي بخطوات بطيئة
استقبلته الستائر العملاقة البيضاء التي توحي بذوق انيق
كانت الارائك ايضاً بيضاءر بطراز كلاسيكي يسع المجلس ثلاثون شخصاً واكثر رغم خلوه من هذا العدد الان فـ هذه المناسبة كانت مناسبة عائلية خاصه ..

صغر المجلس مقارنه بذكرياته اثار الرهبة في قلبه ، منذ ان كان طفلاً بعمر السابعة يجد بعمر الرابعة والعشرين الان اصغر فأصغر امام الحضور .

يثني في قلبه على عبقرية اخته الكبرى التي تخلت عن تراهات العائله من زمن طويل.

تذكر مرته الاولى عندما كان في السابعة ولا زال الجميع يرمقه بنفسه النظرة الفاحصة ثم تتغير الوجوه الى وجوه اكثر وداً ..

الا وجه واحد يظل متجمد مقطب الجبين عابس الوجه الوحيد الذي يود معاذ لو ان يلين قليلاً ، وجه جده منصور.

مرته الاولى تشبه الثانية والثالثه .. وهده الاخيره لا شيء تغير جمود جده كما هو يرمقه بتلك النظره المشمئزه لعينيه الخضرواتين بالتحديد ..

تطعنه النظرات لكنه مضطر منذ ان اكمل دراسته في دولته ، ولا يعرف احد سوى اقارب والده وبالحقيقة هو مقرب من كثير منهم والاعز على قلبه هي عمته الصغرى لينه، التي تعوضه عن هذه الجفاوه التي لا تنقطع من قبل جده

القى سلامه على اخوة ابيه ثم قبل راس جده الذي رد السلام بتلقائية وظل صامتاً وعيناه توحيان بإنه غير مرحب به هُنا ..

التفت يمنة ويسره وهو لا يعلم اين يجلس , وحينها وقعت عيناه على الفتى ذا الشعر الاسود والبشره الشاحبة . . بعينين واستعين سوداء
وحواجب شديدة السوداء ..ونظرة ملولة  تعرف عليه فوراً معاذ
فلم يتغير كثيراً هذه ملامح زياد آبن عمه طارق..

تبدل التعبير الملول من على وجه زياد الى تعبير غير مفهوم عندما لمح معاذ وظل يحدق فيه بشيء من الازدراء

حسنناً لم يكن معاذ من النوع الذي يستطيع قراءه الجو بسهولة إلا انه يستطيع تميز هذه النظرة المزداءه خصوصاً لمن لا يبذل مجهوداً لاخفاءها ..

ولم يكن معاذ متفاجئاً على الاطلاق , فالطالما كانا غير مقربين لبعضهما البعض .. هو وزياد ويعلم كم يضمر في قلب زياد من كراهية لا يستطيع تفسيرها إليه ..

منذ نعومة اظافرهما , كان تصرخ تصرفات زياد بهذا بتنمره المبالغ بالطريقة التي يتحدث بها معاذ عندما كان طفلاً . .
بنبذه باللعب , بتحريض جده عليه بأتفه الامور ..
يالها من ذكريات بغيضه

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن