الفصل التاسع [ ميلادهما ]

554 42 62
                                    



الجو بارد, والظلام يغطي عينيه .. يتلفت ليجد نفسه في ذلك الحمام المقرف , امام تلك المغسلة وبدون سابق إنذار ترغمه يد على إغراق وجهه في حوض المغسلة

يشعر بالماء يتسابق للدخول في انفه وفمه , ويتسلل بعضه الى عيناه رغم اغلاقهما بشده .. يصرخ وتكتم المياه صوته ب

" توقف هبهلم توقق"

لا يستطيع إكمال شيء، عندما سحب الرجل شعره من جديد .. باتت انفاسه تتسابق لالتقاط بعض الهواء وما إن فعل ذلك مجدداً حتى تم دفع رأسه الى المياه مجدداً

يحاول بيديه الصغيرتين دفع تلك الايادي القوية التي تغرقه
يبكي بصوت مكتوم وتختلط الدموع بالمياه
تخرج الفقاعات من فمه ثم فجاه توقفت

والظلام بدأ اشد ظلمه .. حتماً سيموت

سيموت..

~

فتح عينيه حسام بسرعة شديده مع شهقة غادرة فهمه
وبدأ يلتقط انفاسه بسرعة وكأنما كان قد غرق بالفعل

كان سرير الفندق قد امتلئ بعرقه .. ويشعر برعشة شديدة والدموع تنهمر من عينيه الذابلتين

بعد عدة دقائق على هذا الحال ذهب الى المغسله ليغسل وجهه
عندما رأها اراد التقيؤ ثم ابتعد

مسح الدموع التي جفت وهو يقول لنفسه " هذا الكابوس اللعين قد عاد"
ثمة احد يحاول قتله غرقاً في مغسلة قذره
هذا الكابوس الذي يتكرر عليه دوماً وقد انقطع منذ سنوات
قد عاد ..
في كل مره يستيقظ ، يرى نفسه مات غرقاً في ذلك الحلم
يثير الامر في داخله الاشمئزاز والخوف ..
يشعر بإن الامر حقيقي جداً على ان يكون كابوس

اخبره ياسين مرة بقلق شديد بإنه لا يجب عليه ان يفكر بالامر مجدداً
وانه مجرد كابوس وتراهات
وحضنه كثيراً عندما كان طفلاً محاولاً تهدئه هذه الكوابيس اللعينه

بعد ساعات وقد هدئ ، انهى فطوره المقدم من غرفة الغرف
ثم توجه الى منزله وهو مرهق بالفعل من اثر ذلك الكابوس

XX

بعد عدة ايام
تلقى عادل معلومات مهمة من المخبر حسام عن عدة امور

فندق اللؤلؤه التي يتحضن حفلة يديرها غسان
طرق الدفع في ذلك الفندق عن طريق صندوق الامانات
العميل الذي اشترى المخدر RD2 والمدعو بحسن
كون هناك مشاكل بين طلال وغسان على السلطة
رجل يدعى سويليم تم اخذه من قبل رجال طلال

كانت امور مهمة , وقد اشاد في داخله على بديهته
سجلت تلك المعلومات على اللوحة, واراد حتماً النقاش وجه لوجه عن قريب

يعلم بعض من هذه المعلومات , فلديه مخبر اخر يثق به كثيراً

دخل سعيد بكوب الشاي ..
وجلس امام عادل الذي يتصفح المعلومات مراراً وتكراراً

" اذاً رجال طلال المسؤولين عن الجثة في المستنقع؟" سأل سعيد وهو يضع الشاي امام عادل

الذي يضع يديه داخل بعضهما البعض " همم نعرف ان جرائم القتل عموماً تصدر من هذا الرجل طلال انه الوحيد الذي يتصرف بعشوائية"

نظر سعيد الى اللوحة " كوننا نعلم وصامتين دون القبض عليه سيؤدي الى المزيد من الجرائم! "

هز راسه عادل " اعلم.. من السهل القبض على حشره مثل طلال .. لكن سيفضح ذلك مخبرنا ، وسنخسر العديد من الارواح ان اشتد حذر ابو صلبوخ الرأس الكبير "

اشعل سيجارة بدأ بالتدخين.. سال سعيد" هل تظن بإن حسام سيحل المعضلة ؟"

كان عادل يحدق في الفراغ " نعم انه الرجل المنشود"

XX

استقبل جهاد الظلام الدامس في منزله حيث كل الستائره منسدله مخفية نور الشمس , بعد مناوبة هادئة اخيراً عاد للمنزل ليستريح وغداً تبدأ عطلته لمدة اسبوع  بعد عناء طويل.

الاسبوع المنتظر وإن كان الغالب عليه من نصيب نومه .. ارتدى لباس المنزل واستحم استحمام ينعش مزاجه استعدادًا للتالي.. ناحية تلك الغرفة المظلمة, غرفة والدته .

تـنهد " اليوم يوم ميلاده " يوم مهم , يوم تجدد الاحزان.. وامام الباب المغلق , ارتدت اصوات الطرق

همهمات  هي ما اجابته .. وبعد عِدة دقائق واستعداد ذهني فتح الباب "  مرررحباً امي" قال بنشاط  امام الظلام الدامس الذي استقبله

لم يجبه الا صوت النحيب,  فتح الستائر على وسعها لتخترق اشعة الشمس غرفة والدته

والان اتضحت الصوره ..

تجلس امه على حافة السرير وتحتضن الالبوم على صدرها بشدة .. وهي تبكي بحرقه.

جلس امامها وهو يشعر بعجزه وضعفه امام مواساة والدته , وجهه دائماً ما يزيد الامر سوء ,دموعها انسابت بسرعه اكبر
بينما تحتضن خدي جهاد بين يديها النحليتين..

تتأمل تقاسيم ملامحه ,هذا المنظر ليس بجديد عليه , حدث هذا العام الماضي والذي يليه وما قبله.. كل عام.. منذ ان وعى.

" يا ترى .. هل يشبهك ؟"

فلتت وجهه جهاد لكن لا تزال عينيها معلقة عليه " لا اصدق بإنه ميت.. " ضربت على صدرها .." قلبي يقول, قلب الام يقول.. اعلم ان ريان حي "

تـنهد ومسح على يديها.. لا يستطيع ان ينطق بكلمة يخاف ان تزيد السوء, امه تجدد اوجعاها  بمجرد رؤيتها له, بملامحهما المتطابقة.. بالصور التي تجمعهما بحضنها . بهوس ابيه بحمايته  , تعيش في دوامة من الذنب المتواصل الذي حرم جهاد من ان يحظى بحنانها ..

اليوم مهم, ليس لانه ميلاده فقط.. بل ميلادهما


XXX

انتهى

فصول طويلة؟ متباعدة
فصول قصيره قريبة ؟
شو رايكم

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن