الفصل الثاني والثلاثون [ الأمـير ]

599 55 189
                                    


الفصول السابقة:
- ليث يقتل ابناء السياسين بأمراً من سيرين زوجة معن ثم ليث يتوقف عن القتل بأمر من رئيسه الجديد معن ..
-  نور إبنة معن احرقت ب باسل اخيها عندما كان طفلاً ونجى بصعوبة ..
- غسان يقتل منذر في مجزره  لمحاولة السيطرة على الارض التي كان يمتلكها ابو معن عندما كان فقيراً..


[ قبل عدة أشهر ]

" ارجوك يا سيدي لتكن السيجارة الأخيرة "

اعتصر بيديه سيجارته ولهيبها لا يزال مشتعل , لسعه قليلاً إلا ان كلمات حارسه الشخصي بدت اكثر حراره , لتذكيره بواقعه الجديد .

إنه رجل عجوز ذو مال بلا فائده أمام هاته المعضلة , امام الاحتضار .

فقبل عدة أيام  اخبره الطبيب بنبرة لا مكترثة على اثرها أراد معن ان يجعله الضحية التالية ..

[ كل هاته الاعراض تنبأنا بإحتمالية فشل نقل النخاع العظمي المزمن ]

[ ماذا عن المرة الماضية ؟ هل ذهب كل ذلك سدى ؟ ] سأل عمر بحيرة

بينما اجابه الطبيب [ لقد اخبرتكم مسبقاً , احتمالية ان يرفض جهازك المناعية عملية النقل عالية جداً , لكون لا صلة قرابة بينك وبين المتبرع ] ثم اكمل الطبيب وهو يقول 

[ سنقوم بعلاج الأعضاء المتضررة بالادوية المثبطة للمناعة بالإضافة إلى العديد من الخيارات لكن العلاج الأمثل هو نقل النخاع من جديد من شخص ذو صلة .. ]

[ احتمال تضرر العديد من الاعضاء]
[الكبد المرحلة الاخيره من الضرر ]

كان حديث كالرموز , والغمغمة .. الكثير من المصطلحات الطبية والشرح فالطبيب اخبر معن بعدة أمور خيارات العلاج

كونه ذو نمط الانتساق نادر .. اخبره بصعوبة الحصول على متبرع متطابق وان البحث سيستمر .. وسيستمر .. وها هو مع كل هذه الأموال مشلول أمام انقاذ مصيره .

6 اشهر على الأكثر , قبل ان يحتاج متبرعاً جديداً , هذه خلاصة كل تلك الرموز

هل هذه عقوبته , لوضعه نفسه وعقله أولاً  قبل كل شيء .. قبل عائلته. .. لتخليه عن إبنته على الفور دون كفاح وجعل الأمور تؤول الى ما ألت إليه

في تلك الأيام ..

وعندما احترق باسل حزن بعض الشيء .. لكن انسته أمواله وشهواته فوراً انين باسل الليلي , وبكاء سيرين بات مزعجاً ومنغضاً لنومه المريح

لربما عقوبته لكونه لم  يتحرك ضميره البتة .. عندما غرق باسل بالوحل الذي ملئه معن بنفسه , وحل المخدرات ثم ملئ طين الاكتئاب رئتيه كان يصف نفسه بالغريق الحي , ذا الوجه المشوهة لم يستطع التعايش مع شكله ووجهه نظرات المجتمع وثقته المحطمة.. هرب منه للابد , هرب منه إلى الموت ..بحبل المشنقة بعمر الخامسة عشر قبل عدة سنوات مضت . .

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن