الفصل الثامن عشر [ نور ]

665 45 223
                                    

قبل سنوات طويلة /

" أنا فتاة أحمل العالم بيدي! إن اردت شيء سأحصل عليه هل فهمتي هذا ؟ " صرخت نور بأعلى صوت على المرأة التي أمامها والتي تكبرها قليلاً ببضعة سنوات ط

كانتا إحداهما والمدعوة بـ نور في السن السابعة عشر والأخرى في التاسعة عشر..
نظرت لها الفتاة الأكبر , نظرات محتقرة .. " هل لديك ضمور بالمخ ؟ هل لا زلتي لم \تستوعبي وضعك الجدي "
ستجن نور مما يجري .. ستفقد عقلها وبالطبع سيكون لديها بطئ إستيعاب فحياتها كمحور كون ابيها انتهت منذ شهور . منذ ان انجبت هذه الـ حقيرة ابنها الصغير ..

سٌلب عقل ابيها , حبيب قلبها ونسيها بالفعل بهذه السهولة بمجرد ان اتى ذكر .
اغرقت عينيها بالدموع .. ثم مسكت اقرب شيء امامها ورضخت به بالأرض فتناثر زجاج على الأرض مما جعل المرأة الأكبر المدعو بـ سيرين تعود خطوات للخلف وهي فزعة " هل جننتي ! متى سوف تتوقفين عن نوبات غضبك الخرقاء "

صاحت بها نور " اخرسي كل الأمور حدثت بسببك انتي يا حفارة الذهب. . "

وهنا ظهرت امارات الخبث على وجه سيرين الجميل , كانت اية في الجمال ..
شعرها بلون غجري وعيناها ذات الرموش الكثيفة عينان بلون الذهب حلوتين.. بشرتها الحنطية صافية.. وغمازة تخرج ببراءة رغم كل الخبث المتطاير
قد سمعت صوت الباب فلم تردد اخذت قطعة من الزجاج وجرحت بها يديها تحت ناظري نور .

التي رغم انها بثورة عصبيتها إلا انها وقعت تحت وقع الاستغراب الشديد .. .
خرج الدم بغزارة فتأوهت سيرين
" ما الذي يحدث ؟ " سأل معن , الرجل ذو الكتفين العريضين .. والشعر الذي غزاه الشيب
بدلة رسمية وساعة تقدر بنصف مليون .. كان قد اغلق الهاتف

بتعجب شديد من وضع زوجته الشابة وإبنته البكر ..
اخفت سيرين يدها وقالت وجهها يتقلص من الألم " آه .. لم يحدث شيئاً " ونظرت الى نور نظرات لوم
..
بينما استوعبت نور الامر فهذه لم تكن المرة الأولى التي سيرين بظهرها لتشوه صورتها عند ابيها .. وقالت بإنفعال " لم افعل شيئاً "
اقترب معن بقلق وسحب يد سيرين ثم نظر إلى نور نظرة لوم شديدة الوقع على روحها وقال بنبرة تملؤها الحذر " نـــور! "

تلك النبرة فقط كانت كفيلة بإن تجعل قلبها يتمزق حسرة ..
بينما سيرين سحبت يديها بضعف وقالت بصوت رخيم " اهدئ يا معن , انني انا الملامة ! "

وهنا صرخت نور بها وكل خلية من جسدها تشعر بالاستفزاز " نعم انتي الملامة ياحقيرة لقد فعلتي هذا بنفسك "

اقترب الاب وقال بهدوء وضد وضع يده على كتفي إبنته " نور هدئي من روعك , كيف تفعلين هذا بها وللتو قد انجبت ؟"
انحنت زوايا فمها بحزن " لقد قلت لك لم افعلها لماذا لا تصدقني , ابي! "

تنهد معن وخلل شعره بيده , لديه الكثير من العمل والقليل من الطاقة لجدالات إبنته السخيفة
" اذهبي الى غرفتك! حالاً "

رواية || تصادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن