06

240 29 32
                                    

الفصل السادس  || جدِي

"كانغ سوهِي!"

بنبرة عصبيَّة مرتفعَة أطلقهَا ذلك الكهل الأشيب نحوَّ الشابة التِي صوبت نظرهَا للبلاط الرخامِي الرمادي

"أرغب بتفسِير على ما سمعته من حديثك مع تلك الفتاة قبل دقائق؟"

أطلقت تنهِيدَةً لترفع نظرهَا نحوّه أخيراً و ترمقهُ بنظرات بريئَة

"سيد هوانغ، اخبرتكَ للمرة ألف أنني كنت أمزح، وهل تعتقد انني درست الطب عبثا لاعمل في المشفى واخيف الأطفال، هذا إن تواجدُوا أصلا!"

أردفت كلامهَا دفعَةً واحِدة ليتأفأف بقلة حيلة، فمنذ ربعَ ساعة وهِي تحاول اقناعه بأن ما نبسته مجَرد مزحة

أشار لها وأخيرا مستسلِماً إلى الباب بأن تخرج لتفعل ذلك بدون سابق إنذار، فهمها الخروج من الجحيم خوفا من ان يلقي عليها مقالاً فلسفياً يحثُ التوبيخ

لم يكُن لديهَا محاضرات غير الخاصة بالبروفيسور بيون و قد حضرتها بالفعل

"فلنذهب للمنزل ونستفز سو مِي قليلا و نتشاجر معها"

همست لتخرج من الحرم الجامعِي بعدما أدركت مغادرة ميني ولعنتها لتركها لوحدها

قررت استقالة الحافلَة، لكِن فاجئهَا تواجد سائق العائلة، فهو عادة يتصل بها يستشيرها على قدومه لها

"جونغسون مالذي تفعله هنا؟"

نبست بحدة وهِي ترمقه بشك ليعدل نظارته الطبية بعدما مسحها بكم طرف قمِيصه

"لقد امرني الكبير كانغ بنقلك للمنزل بعدما ارسلت له الجامعَة بريداً لتوجيهكِ آنستِي"

"هل جدِي الأكبر بالمنزل؟"

سئلته وهِي تركب السيارة من الخلف ليهز رأسهُ بإحترام ويباشر بالقيادة لتغرق هي بتفكيرهَا العميق

في الحقيقة لم يكُن لقب الكبِير كانغ ينتسب لوالدهَا، بل كان لجدهَا الأكبر، اي والد والدهَا

وسوهِي تحبه كثيراً لأنهُ هو وزوجتهُ من أشرفوّا على  الرعاية بها وتعليمهَا حينمَا ذهب والديهَا إلى إيطاليا مع سو مِي لسنوات

وصلهَا إشعارٌ على رسائل من سيهون لم تتم قراءتها لتبتسم بخفة و تدخل للمحادثة

"أوه سيهون أيها اللعين توقف عن جعل قلبي و بطني يرفرفان"

هَمسَت بصوت لم يسمعه غيرها بينما تقرأ رسائلهُ القلقَة على عدم ردها الطويل و إختفاءهَا لتغمض عينَاها و تضع الهاتف على قلبهَا

جُدرَان دَموِيّةWhere stories live. Discover now