22

161 19 1
                                    

الفصل الثاني و العشرون || الحقيقة بين أحضَانِه تقال

راقِصينِي بنغمَات دقّات قلبكِ و سأعزِف على أوتارِها

...
"

إبتعد عني!"

صرخت به وهي تكاد أن تُمرِر على معصمها ذلكَ الشيء الحاد ولكنه كان يقتربّ دون خوف من أن تفعل

ناعِم هُو كنسمات الخريف الليلِية نسمَاتهُ التِي يزفرها بغضب و تكاد أن تلفحَ وجهَها الذي شوهتهُ بكرَاتهَا القيّمَة، عيناهّ التِي ترمقَانَها بحدة و غضب،كان كُل ذلِك يبدُوا لهَا مشوهَا و ضبابياً بسبب دموعها

"هل جُننتِي و أخيراً؟"

يُمسِك بيدهَا التي تمسكُ الشفرة بقوةّ و هوّ ينظر لعيناهَا بحدة،عيناها التِي ذبُلت و لم تفكِر بالإزهار أبداً بل قررت الرحيل برمادهَا دون عوّدَة،

"سوهِي أبعدِ يدكِ عن هذه اللعنَة وإرخِي يداكِ و إلا قطعتكِ و قطعتهَا!"

هددهَا بصوت أرعبهَا في الحقيقة ولكِنها بطريقة ما لم تكُن تهتم،كانت قبضته أقوّى منها بأضعاف مِمَا جعلها ترخِي يدهَا بإستسلامّ و تغَيِّر نظَرها نحوّ الأسفَل بذعّر و إحباط، لتسقط تلك الشفرَّة الحادَة و يتجَلى صوتهَا على الأرض و يعاود هو النظر إليها بغضب

لتحدق به سوهِي بنظرة محبطَة.. لقد منعها من الرحِيّل عن هذا العالم القاسِي فما عساهَا أن تفعل؟
الحياة لم تبتسم لهَا يوماً، منذ ولادتها وهِي تشعر بالنحّسِ

كان لا يزال يحكم يدهَا بقبضتِه القوِية و كانت عيناه تخترقان وجهها و الغضب يملأهما

كان المكَان الذي يحكم به معصمهَا ذاتهُ مكان أحد الكدمَات التِي لم تخفيها بخافِي العيُّوب، ولو علمت عائلتها بذلكَ وأنها نست لقامت بقتلها

هِي كانت ستقتل نفسها على كل حال فلما ستخفيهم لآخِر يوّم بحياتها

"هل أنتِ سعيدة بما كنتي ستقدِمين عليه؟"

كان غاضبٌ منها لحد اللعنَة و لكنها كانت ترمقهُ بدون أن تجِيب أو تنبِس بشيء حتى، كانت تحاول فقط أن تبعد معصمها عنهُ، ولكنها كانت خائفة من أن يرتفع كم المعطف الطبي الخاص بها و يرى كدمتها

هِي ستكُون في ورطَةٍ كبيرَة لا محَال!.

"هل كان الإنتحار سيفيدكِ؟"

لم تجبهُ بل كانت تتألم من معصمهَا ليبعد هو يده عنهَا، و ليتهُ لم يفعَل ذلّكَ، لعنت آلاف المرات بداخلها، لقد كانت اكمام قميصها و المعطف مرتفعة مما اضهرت الكثير من كدماتها، منها الحديثة ومنها القديمة، سارعت في إنزال يدها ولكن قد فات الأوَان

جُدرَان دَموِيّةWhere stories live. Discover now