27

194 22 9
                                    

الفصل السابع و العشرون || موّعد منزلِي


عَلى غِرار قول الجميع بأن العائلات الغنِية يحضون براحة غريبة في نومهم وهذا بعد إنشغالهم بالحياة و إتجاههم لأسرتهم التي تشعرهم براحة عارمة

ولكِن الصغرى لم تحضى بحياتها براحة في نومهَا كتلكّ التي تستشعرها الآن

كانت تبدوّ وكأنهَا قدّ ولِدت مِن جدِيّد فهِي لم ترتاح هكذا من قبل، خصوصاً عندما تشرّب

كَانت أحيانا تستيقظ مفزوعة، وعلى غالِب المرات يَكاد ان يحصل لها نوبة قلبيّة بسبب إستيقاظها على تعنيف والدها بدون تبريراتٍ

شعرت برأسها ينقُزّها و الألم إجتاحها بقوة وذاكرتها خانتها على من تكون إلا أنّهَا تذكرت هي سوهِي بعد دقائق من إمساكهَا رأسها بقوة

عينَاها إنكمشتا بألمٍ أكثر عندمَا شعرت ببطنها كأنهَا تقتلعّ مِن مكانهَا لتتكور على نفسهّا وهي تتنفس بصعوبة

"أمِي"

نبست بصعوبة وهي تتنفس بقوة، رأسها يؤلم و بطنها كذلك وهي لا تعي أنها ليست بمنزلها

فقدان وعيهَا بتلك اللحظّة لم يكن منطقيّا، ولكن ذلك الألم الذي كانت تشعّر بهِ لم يكن منطقيّا

لتنكمش يدهَا على الغطاء بقوّة ولكنها إرتخت فجاة لإغمائها

...

كان الآخر يجلسُ في شرفتهِ ذو الجدار الزجاجي يراقب أجواء المدينة الباردة بينما ينفث الدخان من فمه

كانت ملابِسهُ شتوية ذو عنقٍ طويل سوداء اللون تناسب الأجواء الشتوية

تنهدّ ليعيد إستنشاق سيجارته و عقله منشغل بالكثير مِن التفكيّر ليرن هاتفه الذي كان موضوع على الطاولة الدائرية التي بجانبه

نظر للمتصل ليبتسم بسخرية ويحمل هاتفه مجيباً على الإتصال

"ماذا؟"
 
نفث دخان سيجارتهُ وهوّ يستمع للطرف الآخر بدون مبالاة

"توّلى أنت امرهّ لا يمكنني ان أحضر طوارئ اليوم إنها عطلتِي، سيتم إرساله للعلاج في باريس الليلة"

القَى بكلامِه ليغلق الخط بإنزعاج وهوّ يراقب الجوّ الغائم، على الرغم من أنه كان الصبَاح إلا أنهُ الجوّ كان يبدوّ سيء لدرجة أنه شعر بأن الليل سيحّل

"تعلِن النشرة الكورّية و احوال الطَقّس على أن هناك عاصفة ثلجية في الطريق الى العاصمة سيؤول،تم حظر التجوّل ليومين من الساعة العاشرة إلى السابعة خوفاً من الخسائر البشرية، نرجو أن تكونوّ بسلامة و تتخذوّ إجراءات وقايتكم و-"

جُدرَان دَموِيّةWhere stories live. Discover now