37

198 14 63
                                    

الفصل السابع و الثلاثون ||ذلك لأنني لم أعشق رائحة المَـوتَىّ مثله

...

"تفضلِي سيدتِي"

أردَف النَادِل وهوّ يضع لها صحن من الرامِيون و الكيمبَاب وزجاجة سوجو

"هل أضيف لكِ شيء آخر"

حملت العيدَان المعدنية لتشير له بالنفي بيدها وهي باتت تفقد وعيها تدريجياً بسبب القارورات التِي وضعت على الطاولة

ليرحل النادل وتبدأ هِي بحشر الراميون فِي جوف فمها بسرعة حتى كادت تختنق

هذهِ هي عادات مينِـي في الأكل عندما يرحل والديها بعدما يزورانها، تحتفل وحيدة بغيض

فتحت القارورة بالعملة المعدنية لتسكب القليل بكأسها وتضربه بالقارورة لتردف بنبرة شبه ثملة

"نَـخب الوحدة يااه"

شربته دفعة واحدة لتحمل عيدانها وتباشر بالأكل مجدداً بينما هي منغمسَة في تفكيرها

"تفضل من هنا سَـيدي هذا المقعد بجانب الآنسة غير محجوز هو شاغر، ماذا تطلب"

"لحم البقر الحلو الحامض"

"و أيضاً إثنان سوجو؟"

قال النادِل بتساؤول لينفي له صاحِب الفك الحـَاد فهو لا يرغب بأن يثمل

"واحدة تكفي"

لترفع مينِـي يدها بثمالة

"بعض السوجو"

"أمرك آنسة"

جلس الآخر بمقعده ينظر لها ولكنها لم تنتبه لـهُ فقد كانت تأكل، فرقع أصابعه ليحدق في وجهها وهي تشرب، من الواضح أنها لم تنتبه لـهُ ليقول

"كَيف هو حَـالكِ؟"

نظـَرت لهُ بإمتعان مضيقَة عيناها لتعاود الإستدارة إلى صحنها الذي إنتهى وتتمتم

"لقَد رأيتني هذا الصباح لما تسأل؟"

هزت كتفيها ليضع النادل الشراب لها لتباشر هي بشربه متجاهلة إياه، ليتناول هو البعض من طعامه ولكنه شعر بالذنب دون أدنـى سبب ليقول

"مينِـي لا أفهم لما تتجاهَلينني ما الخطأ؟"

"لقد كذِبتَ بشأنك هذا كل ما في الأمر"

جُدرَان دَموِيّةWhere stories live. Discover now