البارت الخامس والثلاثون
لحن على أوتار قاسية
بقلمى فاتن على🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
عاد فاروق إلى المنزل ليشعر أنه بارد قاسى مثل قلبه ليرتمى على أحد المقاعد متجاهل حديث زوجته ودموعها
يمر من أمامه مشهد لفريدة وهى بحضن زوجها تتراقص على أنغام الموسيقى رقصة هادئة تغمرها السعادة ومشهد آخر لتلك الأخرى التى لم تفارق حضن زوجها تطلع له بين الحين والآخر بتلك النظرات العاشقة بوجه مشرق بالسعادة فهو لم يرى قط إشراقة وجه بناته فى منزله ولم يذق منه ذاك الحضن الذي ما يبدو أنه دافئ
يطلق تنهيدة ليكتشف الآن أنه لم يعيش ذلك الشعور مع زوجته قط لم يسبق لها أن إرتمت بين أحضانه بتلك الراحة أو بادلته تلك السعادة التى يراها فى عيون بناته تخص بها أزواجهن
لا يستطيع الآن التوصل إلى الطريق الصحيح إنه تلك ما تربى عليه من قسوة وخشونة فى التعامل وأن المرأة ما هى إلا كائن خلق لخدمة الرجل لا مكانة لها ولا فائدة منها
أم إنها ضلع هام فى المجتمع كما يقول البعض عنهاغلبه النعاس وهو فى تلك التضاربات فلم يدرى متى غلبه ذلك النعاس أم أنه جاء رحمة من الله للخروج من تلك الدوامة
******************
ينتهيا من تلك الصلاة لتكون تلك هى حجر الأثاث في بداية تلك الحياة الجديدة يستدير فى مواجهتها فهد وقد إحمرت عيناه من كثرة البكاء ليقوم بوضع يده على رأسها مرددا الدعاء وبعد أن ينتهى يقبل جبهتها قبلة تملؤها الرقة والحنان
يشعر بإرتباكها وتوترها لينهض ثم يشدها إليه ليدعوها لأخذ جولة فى الشقة فتلك هى المرة الأولى التى تراها
إبتدأ تلك الجولة من المطبخ لتنبهر فريدة من جماله ومحتواه فلقد إحتوى على جميع ما تحلم به وحتى الألوان
كانت تعتقد فى البداية أنه فهد من فعل ذلك لتتعجب كيف له أن يعرف ذوقها لذلك الحد ولكنه سرعان ما أزال تعجبها مرددا الحاجات دى بصراحة فيروز اللي جابتها وقالتلى مقولكيش حاجة عشان تبقى مفاجأة وهى كمان اللي جابتلك الهدوم والمفارش والبطاطين والسجاد
على لسان فريدة كان نفسي فى الوقت ده أحضن فيروز مش عشان الحاجة دى وإنها جابتها بس.... كنت عاوزة أقولها شكرا إنك فرحتينى ووقفتى جنبى طول عمرها بتضحى علشانى... ربنا يسعدها
تجولت فريدة بصحبته حتى شعر هو بطمأنينتها وزوال ذلك الشعور الخاص بالقلق والتوتر عنها ليقفا بالشرفة يتبادلان أطراف الحديث وتتعانق ضحكاتهم إلى أن تصل إلى عنان السماء فتملؤها بهجة
حرص فهد على التقرب منها على مهل حتى إلتصق بها لتكون هى بين أحضانه فيضمها من خصرها ليهمس بجوار أذنيها أنا مش مصدق لحد دلوقتى إنك معايا وجنبى وبين إديا
أنت تقرأ
لحن علي أوتار قاسية
عاطفيةفوضاوية ولكنها تمتلك روح مرحة لتلتقي به في ظروف غامضة لتجده قاسي عنيد منظم للغاية ليكونا كالقط والفأر حتى تلك اللحظة التى صرخت قلوبهم عشقا