البارت الرابع والأربعون

1.5K 29 2
                                    

البارت الرابع والأربعون
لحن على أوتار قاسية
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

وتنسدل ستائر الحزن والألم على شعاع ذلك العشق الذى أروى فؤادى بروائح الياسمين وأشرق فجر عمرى بقدومها

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يقف أمام باب العمليات يشعر وكأنه فى دوامة لا يشعر بتلك الحياة ليتطلع إلى يديه التى مازالت آثار الدماء متعلقة بها وقميصه الذى لا يظهر بياضه فلقد أصبح ملطخ بدماؤها

يتذكر لحظة رؤيته لها وهى فاقدة الوعى غارقة فى دماؤها فحملها بين يديه لا يستطيع معرفة مصدر ذلك النزيف وكل ما فى باله أن ينقذها

لم يستطيع أن يقود السيارة بل أردف تلك المهمة لأحد الحرس ليحثه بين اللحظة والأخرى للإسراع فى الطريق فيرى النزيف يذداد ووجهها بدأ فى الشحوب ليضاحى شحوب وجوه الأموات

إستند بجسده علي الحائط الخاص بغرفة العمليات غير مدرك لصوت أخته التى تسأله عن الأمر فقد وقف إدراكه عند تلك اللحظة التى دلفت بها إلى غرفة العمليات

قد حضرت كايلا منذ لحظات لا تستطيع إدراك ما حدث لها كل ما خطر، ببالها أنها فقدت جنينها

تهطل دموعها لا تستطيع التحكم بها لتسأله من بين شهقاتها عن سبب ذلك النزيف وما حدث لها ولكنها لا تجد منه ردا وكأنها تتحدث إلى سراب

لحظات مرت عليه وكأنها دهر كامل حتى إنه لم يشعر بكل هؤلاء المحيطين به فقد حضرت فريدة وفهد زوجها وكايلا وطارق وحتى آدم هرول من أجل أن يكون بجوار صديقه

أما عن سادن فعيناه مسلطة على باب العمليات فى إنتظار خروج أى شخص يروى تعطشه للإطمئنان على زوجته والتى ترقد خلف ذلك الباب لا يعلم ما بها لتأخذ روحه ودقات قلبه معها

على لسان سادن حاسس إنى فى كابوس..... لا فجر كويسة هتيجى تصحينى دلوقتى زى عادتها وتفضل تشاكس فيا زى الأطفال وتتدلع عشان تفطر وتناكفنى عشان تاخد الدوا.... بس إزاى حلم وإيدى كلها دم... والناس دى كلها جت فى الكابوس ده ليه

شعر سادن بأن قدماه أصبحت كالهلام لا تستطيع حمله لينزل على ركبتيه بينما تمردت عليه عيناه فأبت الصمود لأكثر، من ذلك لتطلع للدموع صراحها فتهطل كالأمطار

إنه المرة الأولى التى يراه الجميع بذلك الضعف بل إنه المرة الأولى التى لا يخجل أن يعلن ضعفه ويترك لدموعه العنان فلقد تحطم كبرياؤه تحت أقدام فقدها

نزلت كايلا لمستواه تحتضنه لتحاول التخفيف عنه لتسمع شهقاته التى تشق ضلوعها فتسقط فى قلبها كالخنجر

لم تكن حالة فريدة بأفضل من سادن بل إنها كانت هى الأخرى تهطل دموعها ولسانها لا يكف عن الدعاء لأختها

لحن علي أوتار قاسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن