كانت تقف أمام النافذة تتطلع الى الطرقات والشوارع بقلق شديد فالسماء عاصفة وتمطر بغزارة وهى فى انتظار زوجها وقرة عينها لعلها تراه، فهو منذ ان استلم عمله الجديد كموظف أمن يتاخـر جداً فى عمله، ويجعلها تموت خوفا وقلقاً عليه كل ليلة.
قطع شروده ونظراتها للطرقات، صوت بكاء طفلها الاكبر "آسـر" استدارت بجسدها تنظر له بقلق، اقتربت منه بخطوات سريعة وجثت بركبتها لمستواه بحنو.
- مالك يا حبيبى، وايه اللى مصحيك دلوقتي!!
آسر ادمعت عيونه بخوف:
- سوفت كابوس وحس يا مامى، سوفت سوفت بابا سايل رودينا ووماسي بيها بعيد وولما قولتله اروح معاك موافقش وهز راسه كده وووكان ببعيط يا مامى، ااول مرو فر حياتى بشوف بابا بيعيط، هو ممكن يعيط بجد!!
عليا احتضنت راسه بحنان تحتويه:
- اكيد ده كابوس بس يا حبيبي، بابى أسد مش بيعيط، وانت كمان أسد زى بابا اوعى تعيط يا آسر مهما حصل.
آسر اومى براسه يمسح دموعه:
- حاضر يا مامى، يارب الكابوس ده يكون مش حقيقى مش عايزه حقيقة، انا خوفت اوى لما شوفت بيبعد عنى.
عليا اخرجته من احضانه وتطلعت لعيونه الرمادية، كان يشبه والده بحد كبير، ابتسمت ومسحت ع شعره بحنان:
- متخفش يا حبيبي، احنا الاربعة اسرة حلوة وهنعيش مع بعض ع طووول، وكمان رودينا كلها ست سنين وتروح معاك المدرسة، ايه رايك؟؟
آسر بتذمر طفولى:
- لا مس عايزها معايا، انا بغير منها اوى البت دى من يوم ما جبتيها وانتى مهتمة بيها هيا بس..
عليا ضحكت ع غيرته الطفولية:
- يا خراشي يا ناس، هو فى حد بردو مع قمر زيك يا روحى وميهتمش بيه، وبعدين بقا انا بحبكم انتم الاتنين عشان انتو عيالى وحبايب قلبي وكمان شبه كمال باباك..
آسر عاود الابتسم ببراءة:
- يعنى انا حلو شبه بابى كده!؟
عليا عبثت فى شعره بمشاكسة:
- طبعاً هو انت بحبك ليه، هههه عشان شبه كمال حبيبي.
آسر ضحك واردف بخبث:
- امممم بتحبى بابى اوى صح؟؟
عليا تنهدت بحب حقيقى:
- طبعاً، انا عايشة عشان مين اصلاً.
قطع حديثهم صوت طرقات ع باب شقتهم.
ركضت الى الخارج بلهفة ومعاها آسر، وفتحت الباب وجدت زوجها مبلل بماء المطر، اخذت منه حقيبتـه واغلقت الباب بعد دخوله، ومن ثم خلعت له ستـرته المبللة..
عليا بقلق: لحظة هجيبلك هدوم من الدولاب، وتعالى بقي عشان تغير الهدوم دى بسرعة، عشان اعملك كمان حاجة دافية واجبلك اللحاف.
كمال تبسم بحب: لازم يعنى يا عليا، وبعدين انا مش بحب الحاجات الدافية وانتى بتصرى عليا فى كل مرة مش عارف اعمل فيكى ايه.
أنت تقرأ
طفلة أحيت فؤادى «عشق الآسر»_{كاملة}
Romance-حاصلة على المركز الأول فى تصنيف «ألم» بتاريخ 2023/12/30 شَهّد مقتل والده واختطاف اخته الصغيرة، رأى الذل بانواعه، على يد قاتل ابيه، كان يري والدته تُضرب امامه عينيه ولا يقوى على التدخل، كل هذا كان كفيل ان يجعل منه وحش كاسر، دون قلب او شعور، بل انه...
