الفصل 2

4.7K 80 4
                                    

عادت الى منزلها بعد يوم شاق من العمل، دلفت الى شقتها التى تجمعها بوالدتها المريض، بمجرد دخولها بحثت عن والدتها بعيونها وانتفضت نبضاتها خوفاً عليها، بحثت عنها بغرفتها وزفـرت براحــــة عندما وجدتها تصلى فرضها..

جلست فى انتظارها حتى انتهت (فريال) من صلاتها.

فريال وضعت سجادة الصلاة جانبا وجلست بجانب طفلتها الحنونة.

فريال ابتسمت: ازيك يا روما يا حبيبتي..

روميساء قبلت يديها: انا زى الفل يا روحى طول مانتى كويسة، قوليلى عملتى ايه النهاردة، اكلتى ايــه؟؟ اخدتى علاجك ولا لا.

فريال بابتسامة حنونة: اه يا حبيبتي كلت من الاكل اللى انتى سبتيه قبل ما تمشي، واخدت علاجى، قوليلى انتى عملتى ايه فى شغلك اللى انا مش مرتحاله ده وخايفة عليكى منه..

روميساء ابتسمت: انا تمام والله، و آسر الحسينى ده متعرضليش، هو اه مغرور سيكا وغلس، بس بيتعامل معايا فى حدود الشغل، انما كارم السيوفى ده انا خوفت منه شويه بس طلع لذيذ يعنى.

فريال بعدم ارتياح: والله خايفة عليكى يا روميساء.

روميساء ابتسمت: والله ما تخافى يا مزتى، وبعدين شغلى عندهم مصلحة ليا انا، هعرف اوفر فلوس الايجار، وكمان عشان عمليتك، حضرتك تعبك ميتسكتش عليه، ماما انتى عندك كانسر ومحتاجة رعاية وانا ملزمة بده، وبعدين يا قمرتى وانتى عـارفة انى سبت الشغل القديم بسبب الزفت مدحــت اللى مش سايبنى فى الرايحة والجاية عايزنى اوافق اتجوزه بالغصب ولا انتى عاجبك قعدتى من غير منفعة، الشغل يا امى عند آسر الحسينى كنز، انا مكنتش مصدقة نفسي لما اتقبــــلت فى الوظيفة.

فريال تنهدت: ربنا يكرمك يا حبيبتي يارب.

روميساء قبلت راسها: ويخليكى ليا يا ست الكل، هروح بقا اخد حمام حلو وبعدين اسخـن الاكـل عشان ناكل انا وانتى يا قمر.

فريال ابتسمت: روحى يا حبيبتي.

************************
(فى شقة آسر الحسينى)

استيقظ من نومه، اخذ حماما منعشاً، وارتدى بدلته الخاصة بالعمل وتاكد من مظهره.

كاد يخرج لكنه عاد وجلس ع سريره بحزن عندما لمح صورة تجمعه بوالدته، مسكها بيده وادمعت عيونه عندما تذكر كم كانت حنونة، وكم كان ذلك اللعين يقسو عليها، كانت دائما الحياة قاسية عليه وعليها منذ ان دخل حياتهم ذلك القاسي.

آسر لمس صورة عليا بيده بالم لفراقها: ربنا يرحمك يا اغلى حد فى دنيتك، اوعدك انى مش هرتاح الا لما اجيب حق اختى، انا عايش عشان اجيب حقها اساسا، وهحاول لحد آخر نفس فيا، وحشتيني يا حبيبتي، وحشتيني اوى.

شعور مؤلم ان تفقد شخص عزيز عليك، شخص كنت تعيش لاجله، شخص كنت ترى به حياتك ودنياك وعالمك، لم تكن له مجرد أم، بل كانت له كل شي، تحملت الكثير والكثير لكى تحميه.

طفلة أحيت فؤادى «عشق الآسر»_{كاملة} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن