🌹 الفصل الخامس والثلاثون 🌹

12.6K 246 55
                                    

لم تكن خيبة فقط ، إنما كان صفعة جعلتني أحذر للابد

************

كانوا يقفون أمام غرفة العمليات منذ أكثر من ساعتين بإنتظار أن يطمأنهم أحد على ابنتهم...
وضعت منال يداها على قلبها المنفطر بألم شديد وهي تغمض عينها بقوة تحاول أن تخرج نفسها من ذلك الواقع المؤلم..
بينما عزت كان صامتاً طيلة الوقت فقط يحدق أمامه بشرود وهو يفكر في ما هو الشئ الذي أوصل طفلته لتلك الحالة المذرية وجعلها تحاول إنهاء حياتها..فهل يا ترى إذا لم يتركها لكانت فعلت نفس الشئ أم كان وجوده بجانبها سيحفذها ويجعلها اقوى من ذلك الضعف الذي رأها به...فهو حتى الآن لم يستطع أن يربط الأمور ببعضها..وتظل الاسألة تجول بعقله بشأن ما حدث ولكن كل ما توصل إليه حتى الآن بأن تركه لها قد ساهم بمحاولة انتحارها ولو واحد بالمئة ولكن هذا ليس الوقت المناسب للوم والعتاب فاليذهبان إلي الجحيم حتى يطمأن على صغيرته الذي رأها غارقة بدماؤها بعد فراق عشر سنوات.....

وبعد حوالي نصف ساعة تقريباً انطفأ الضوء الأحمر بأعلي غرفة العمليات وخرج منها الطبيب وبعض الممرضات ليقف عزت ومنال سريعاً ويتجهون إليه..

عزت بهلع/ طمني يا دكتور بالله عليك بنتي عاملة إيه...؟!

الطبيب بعمليا/ لحسن الحظ أنكم جيبتوها هنا في الوقت المناسب وإلا كنا خسرناها.. لأنها قطعت أوردتها بطريقة عنيفة جداً ونزفت دم كتير...بس حالياً تقدروا تطمنه وهيا إن شاء الله هتبقا كويسة...

ما أن أنها الطبيب جملته حتي ارتمت منال بأحضان عزت ببكاء شديد وهي تشكر ربها بداخلها على نجاة ابنتها...
عزت بجدية/ طيب نقدر نشوفها أمتي...؟!

الطبيب/ طبعاً مش قبل بكره الصبح لأنها لازم تبقا تحت ملاحظتنا وكمان تكون فاقت من البينج براحتها...

عزت بإمتنان/ تمام يا دكتور شكراً لحضرتك...

الطبيب بجدية/. ولا يهمك ده واجبنا..بس ياريت تاخدم بالكم منها بعد كده والافضل أنكم تعرضوها لدكتور نفسي لأن واضح أن نفسيتها تعبانة جداً آخر فترة وده مش كويس خالص بالنسبة لسنها فعلشان كده لازم تكونوا حريصين اكتر على بنتكم علشان ماتندموش بعد كده...

عزت بإيماء وندم/ حاضر يا دكتور إن شاء الله إللي حصل ده مايتكررش تاني...

أنها عزت جملته ورحل الطبيب بينما ذهب عزت ومنال ليجلسوا على أحد المقاعد بالردهة وهما يدعون الله بأن يتم شفاء ابنتهم على خير....

طفلة في جحيم الأسد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن