نسيان مدبر..

127 5 18
                                    

( لا تنسوا الدعاء لاخواننا في غزة و السودان و كل المسلمين المستضعفين في كل مكان

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

( لا تنسوا الدعاء لاخواننا في غزة و السودان و كل المسلمين المستضعفين في كل مكان..)
###
هدوء..سلام بلا صوت..ظلمة مهيمنة بلا غربة..
و العاصفة كعادتها مبيتة النية..و على غفلة منهم قادمة..

يفتح عينيه..يخيل إليه أن الثقل الذي يشعر به في عظامه و حشاياه كافة ناجم عن مخاضها الذي ذكرت..و لكن فور أن تتضح الرؤية يتغير كل شيء..

صفير دقيق للأجهزة حوله..ضجة منظمة لا تنفك تنذره بخطر قادم..رائحة المشفى تلفح حاسة الشم لديه..يحاول رفع رقبته..سرعان ما تختفي مقاومته..
يعود حيث هو..مسطحا..متصلا بالأسلاك..بلا حول و لا قوة..و لا حتى ذاكرة تشفع له فيتقبل ما صارت إليه حالته..

سديم..

يستعيد خوفه عليها من أول ما فقد من خواطر..يسري الأدرينالين في عروقه..
ينزع القنية الطبية في يده بعنف..يحرك جسده عشوائيا غير عالم بما أصيب منه أو لم يصب..

-" بيان!!"

صرخ أمير باسمه بينما يقتحم الغرفة..يسيطر عليه بصعوبة و يعيده إلى مكانه..

-" أمير..متى؟! متى..أتيت..ماذا..ماذا حدث؟! لقد كنا..سديم و أنا.."

بحيرة مالحة تجمعت قطرات على جبينه..أنفاسه تبخرت في حضرة غيابها..

-" أنا أتيت البارحة..قد تعرضتم إلى حادث أول أمس..حمدا لله لم تكن إصاباتكم خطيرة.."

جملة مبتورة..مؤشرات الخيفة تتعالى في نفس بيان..

-" أين..أين سديم إذا؟! أريد الذهاب.."

أحد يديه على حلقه الجاف..و ذراعه الأخرى التي يستمد منها الدعم ليبقى شبه قائم يشعر و كأن سعيرا صار مقيما بها..

-" لا يمكنك.."

رفع بيان عينيه بحدة عكر صفوها القلق ليقابل عيني أمير..

-" هل بها من خطب ما و أنت تخفي ذلك عني ؟! "

تجمعت الدموع في عيني بيان..يستغل فسحة المسافة بينهما و يلقي بكامل ثقله ليصل بذاته إلى الأرض غصبا عن أمير..
قدماه ضعيفتان..خانتاه فهوى إلى فجوة عظيمة..

ظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن