وجوه عدة..ظلال تختلف باختلاف زاوية الضوء و تندمج مع الجسد في حلول الظلمة..
هكذا نحن..لسنا وجها واحدا..بل إننا أيضا ما نرتدي من أقنعة..
لا..لا نرتديها بغرض الكذب أو الاحتيال..نحن الأقنعة و الوجوه خلفها..
جميعها نسخ منا على اختلاف المواقف..
فقط..يوم يتحد الظل بالجسد في عتمة كاملة و وحدة لا تعترف بالزمن أزلا أم أبدًا..حينها فقط تتكون حقيقتنا المطلقة..في تلك الغرفة أهي حبيسة أم حرة..لا تتحرك إنشا خارج حدود الجدران التي وجدت نفسها فيها..أهو الخوف من المجهول..مما تحمله الدنيا من مفاجآت خارج السور؟! أم هي استراحة محارب يستعد لخوض المعركة من جديد..
تنظر لأشيائها..شعور الألفة مفقود تجاه جميعهم..غرباء عنها و لكنهم بعد سجادة الصلاة ملجأها الأخير..
أعليها أن تزعن للذي تعيش أم تتقهر؟! تنظر إلى الحديقة خارجا..لا تجد في نفسها القدرة على تخطي حدود الباب إلى الجنة الخضراء خارجه..
هكذا هي..أحيانا إن حُوصرت تعيش الجمال عقابا..
تختار جحيما محتملا على جنة لا تعرف أبعادها بعد فتحولها في ذهنها مهمة مستحيلة تستغرق منها أضعافا من الجهد الطبيعي و التعب..
و هكذا تظل مرتاحة في حيزها من الفراغ أيًا كان و كيفما كان..بذاكرة أو بدونها هي من هي..
وقعت في حب بيان لا خلاصا بل حطاما..و كأنها إن أفنت نفسها في حبه و لم يكن هو الشخص الصحيح سترضى حينها بالفناء..بالعقاب الذي أقره العالم عليها سابقا لكونها من هي..لثقتها و لمحبتها..
أرادت من داخلها أن يكتب نهايتها قبل مواجهة جديدة لا مع الآخرين بل مع ذاتها..لهذا نست..لا لأنها توقفت عن الحب..و لا لرغبتها السابقة في النهاية دون الخلاص..بل لأنها اتحدت مع ظلها الذي غضت البصر عنه لسنوات طويلة..
لأنه في حضور بيان اضطرت أخيرا على النظر لنفسها في المرآة دون إغفال لذلك الطيف المعتم الذي يخيم عليها..و الآن نقطة الصفر..المسافة صفر..تقف على حافة عاقبة ما لذات غريبة عنها..نفس عاشت ما يقارب العام و هي قط لم تعشهم..
كمن كان في السبات ينتمي للماضي و على حين غرة يباغته المستقبل..تقف أمام المرآة..ما دون تلك الندبة على عنقها فلا شيء فيها مختلف..
حواف أصابعها تدور حول حواف الندبة..لقاء منتظر و لكن محفوف بالمخاطر..
و ها قد حدث..أناملها تستقر على كيان الجرح السابق..تستكشفه..صديقة للجراح هي و الآن حتى هذه الصفة تنذر بالتخلي عنها..الندم..شعور بالعار ثم موجة تليه بالاشمئزاز و أخيرة بالفشل..
أي شيء جنته على نفسها في غياب عائلتها؟! و لتجنب المزيد من الضرر أي خطة عليها أن تتبع؟!
###
لا يمكنهم أن يخمنوا كم تطلب جسدها من طاقة ليعبر حافة الباب..تريد الهرب و لكن أمام الانقياد لهم لا حل آخر..
أنت تقرأ
ظلال
Romanceعلى اختلاف الجنسيات و الطباع و العادات جمعتها الظلال صدفة في حفلة لا تمت لما هم عليه أو ما يشعران به بصلة.. بدل الأضواء حل الظلام و بدل حلت أصوات الرصاص.. لبناني و مصرية..متزوج و عزباء..و لكن كلاهما يتشاركان في الآلام..في الظلال.. كيف تنتهي الحكاية...