رأس يضج بالأفكار و يعج بالوساوس..
هكذا هي تجلس بجوار إيران بعد أن قص عليها ملخصا لحياتها في العام الأخير..
ومضات من الذي مر تمر مرور الكرام على ذاكرتها..مشاعرها بحر هائج..جبل ضربه زلزال فبالزوال هدده..
غريقة هي في مشاعرها المتضاربة..منكوبة تحت حطام من جهل..
جهل لم تزدها المعرفة بما حوله إلا حيرة..كمن سلبوا روحها تجلس على وضعية واحدة..بأعين ترفض حتى الرمش..
على تلك الأريكة حيث داوت إيران تستقر هي وحيدة..بأذرع متقاطعة و نظرات وجدت السلوى - بعيدا عن الدموع- في كونها مثبتة على رقعة من الفراغ..فتح إيران باب الغرفة التي أغلقها على جميلة..لتقوم هي بكل قوتها تلطم صدره و تدفعه..
-" هل جننت؟! ماذا فعلت بحق الله؟! ماذا أخبرتها؟!
لقد اتصلت على زين و هو الآن في الطريق معهم جميعا..أليس هذا ما أردته؟! القصاص؟! لك ما تريد..تدفع ما عليك و هم يدفعون..
و لكن ماذا أردت من سديم؟! مالها و مال كل هذا الجنون؟! ما ذنبها هي؟!
نحن من تخاذلنا و تركناك في منفاك وسط تسلط والدك و ضعف والدتك..
نحن من غضننا الطرف عنك..أما سديم فمالها؟! "ترك إيران جميلة تخرج كل ما في جعبتها ليلقي هو بقنبلته..
-" سديم تحمل طفل بيان داخلها و أمير قد نصب نفسه حامي الحمى..أو على الأقل ستكون هذه الحجة التي يبرر بها إخفاءه لحقيقة كتلك حتى عن بيان نفسه..لن أسمح بأن يتكرر الماضي..تحت ناظري لن تخلق مريم أخرى مهما حدث.."
قطع حديثه صوت الباب و هو يكسر..فخرج إيران و جميلة سريعا إلى الصالة..
الجميع يقفون بأعين قد توسعت على أشدها قلقا و غضبا..
بيان و أمير يهرعان إلى حيث سديم أما زين فيقف مقيما للموقف..-" أي شأن لك هنا؟! "
سأل زين إيران..إلا أن عقل إيران كان أبعد ما يكون عن التركيز في الإجابة..
بكل قوته انقض إيران على أمير يسحبه من جوار سديم ثم انهال عليه ضربا..
-" أيها الخائن..خصلة الجبن فيك لا تموت..أصبحت جراحا تستأصل من الأمراض أكثرها شراسة و مع ذلك فشلت في استئصال الخنوع من داخلك..أخبرهم..قل أنك أخفيت خبر حمل سديم..و من ثم دع عنك تعب التفسير..فالجميع في هذه الغرفة يعرف الإجابة جيدا..
تنوي قتله في الظلمة..هذه المرة دون بكاء..دون مخاض..
الماضي يعطيك فرصة لتشبع نهم مرضك على طبق من ذهب..هذه المرة تتم خطتك التي فشلت بها في أعوام خلت.."جميعهم في ذهول مما يسمعون..حتى أمير نفسه لم تلهه الضربات التي كالها له إيران عن تلك الارتعاش التي سرت في جسده فور أن كُشف أمره..إلا أنه أبدًا لم يكن ليفكر في إيذاء سديم أو طفلها..
أنت تقرأ
ظلال
Romanceعلى اختلاف الجنسيات و الطباع و العادات جمعتها الظلال صدفة في حفلة لا تمت لما هم عليه أو ما يشعران به بصلة.. بدل الأضواء حل الظلام و بدل حلت أصوات الرصاص.. لبناني و مصرية..متزوج و عزباء..و لكن كلاهما يتشاركان في الآلام..في الظلال.. كيف تنتهي الحكاية...