( لا تنسوا الدعاء لاخواننا..اللهم انصرهم نصرا عزيزا..)###
الأمان..الشعور بأن تكون محاوطا بعيدا عن أيدي الخذلان..
و أن يصبح السفر إلى المريخ أقرب إليك من خيبات الأمل..
و أن تصب كل تضحياتك و كل ما كسرت من حواجز إلى كنف الشخص الصحيح..
أن تنتهي طرق الألم التي سرتها وحدك ثم تعود فتتخبطك الطرق مجددا و لكن هذه المرة مع شخصك الآمن..مع حبك الوحيد..الحقيقي..
الأول و الأخير..متشابكان هما..كشجر العنب..ملتفان حول بعضهما البعض فلا فصل بينهما..
رأس من على كتف من..و هذه اليد الظاهرة من الغطاء لأيهما..
كيان واحد فلا تفريق بينهما..
أصابعه تعانق أصابعها..هو روح خاتمها و هي مخيطة في جراحه..-"بيان.."
تهمس باسمه بين الفنية و الأخرى..تتقلب من جانب إلى جانب فيزدادان اتصالا لا انفصالا..
روحه في انتظار مهيب لهمس شفتيها..كلما ذكرت حرف من حروفه يجد أن قيامته الصغرى قد فنت عنه و أن نداءها له يشبه البعث من جديد..في كل مرة يستجيب..يمرر يده بين خصلات شعرها فلا يعود خالي الوفاض بل تتشابك بضعة منهم بين ثنايا أصابعه..
فيصير حيرانا..أيحزن أم يزداد عشقا و امتنانا لتلك التي تنتمي بكل كيانها إليه فيمسي كل ما يتداعى من ذاتها منتهيا إليه..
منحته ذاتها كافة..حتى النخاع..حتى الحطام..منحته كل ما يزهر داخلها و كل ما أمسى ضحية للاحتراق..كل شيء حتى آخر ذرة مما تحمله روحها من رماد..-" على الأعراف أنا يا سديم..بين يدي أنت و مع ذلك أخشى فراقك كما أخشى السعير..أكره النوم الذي يحرمني منك..أخشى أن تغفل عياني و تذهب حواسي إلى الغيب البعيد فأفتقد صوتك..همساتك لمساتك..
أرضى بكل شيء منك..إن كان سبيلنا الوحيد هو الجراح إذا سأناولك السكين..تصنعين بها في جسدي ما تشائين..على شرط البقاء..
سديم.."سحب يدها إلى جراحه..تقبض هي على قميصه في ردة فعل غير إرادية..حاجبها معقودان و لا تزال جفونها تصنع غمامة سوداء على أعينها..
-" سديم..متى نستقر سويا في النعيم؟! "
دمعة تفر من عينيه..متعب بقدر قوته و يالها من معضلة..
كيف للهيام أن يورث المرء كل هذه القوة منسوجة بالتعب على حد سواء؟!
و كيف للخوف من الفقد أن يتحد سويا مع الشعور بالأمان؟!
و كيف للكمد أن يختلط بالسعادة و هما كالزيت و الماء؟!
أنت تقرأ
ظلال
Romanceعلى اختلاف الجنسيات و الطباع و العادات جمعتها الظلال صدفة في حفلة لا تمت لما هم عليه أو ما يشعران به بصلة.. بدل الأضواء حل الظلام و بدل حلت أصوات الرصاص.. لبناني و مصرية..متزوج و عزباء..و لكن كلاهما يتشاركان في الآلام..في الظلال.. كيف تنتهي الحكاية...