سقوط الأقنعة..

208 4 21
                                    

-" سارة؟! ماذا تفعلين بحق الله هنا؟! من أعطاكِ الحق في التدخل ؟! و ما هذه الترهات التي تقولينها ؟!

ثار فادي إلا أن كل ذلك الهراء قد انتهى مع صراخ وسام ألما..
التفت سديم إليه..لقد كان يعتصر جرحه بقبضته حتى أدماه..

-" سيادة النقيب علينا أخذه إلى المشفى.."

أقرت سديم بينما لا تعرف أتقرب منه أم تهرب إلى أقاصي الأرض بعيدا عنه..لقد أقسمت على نفسها ألا تلمس جراحه أبدًا و الآن وضعها القدر وجها لوجه مع قسمها..

-" لن يضع الطبيب يده علي..و لن تضخ المسكنات في جسدي و لن أربط في السرير..أنا.."

قطع جملته موجة جديدة من الألم..تكالبت عليه الآلام و المشاعر لتقطع أنفاسه..فسحبت سديم كرسيا و جلست أمامه..
أخرجت هاتفها و سماعاتها تماما كيوم التقيا..
فتحت ذات الموسيقى و لكن وضعت أحد أطراف السماعة و تركت الأخرى..
هدأ وسام بعض الشيء..أخذ ينظر لها بعمق دون أن يكون قادرا على تخفيف قبضته عن جرحه..

-" انظر..لا بأس..لن يفعل أحدنا شيئا لا تريده..سيادة النقيب هنا..هو لا يدع أحدًا يؤذيك..أنت تثق به أليس كذلك؟!
أما أنا سألقي نظرة فقط على هذا الجرح و بعدها نتجه للمشفى سويا..فهنا لست أمتلك المعدات على أي حال.."

حاولت اقناعه بهدوء..يدها امتدت لتمسك بقبضته المحكمة على جرحه..
إلا أنه جفل من ملمس الصوف الذي صنع منه قفازاتها..

-" هل يضايقك؟! أعتذر..كان علي أن أنزعه أولا.."

نزعت القفاز و استقر كفها على أصابعه..فارتاح و خرج منه صوت كآنين طفل صغير يريد أن يلقي أحماله كلها على أمه..
فادي يحدج سارة بنظرات قاتلة..فتصمت سارة و تجيبه بنظرات متحدية..

-" توجد عيادة طبية في الفندق..هل نذهب إليها مؤقتا؟! "

اقترح فادي حلا وسطا لعله يساعد في كسر عناد صديقه طوبة طوبة و خطوة بخطوة..

-" لقد تلوث الجرح..يبدو أن الأستاذ وسام أهمل تغيير الضماد و تناول الأدوية..علينا أخذه لغرفة العمليات هذه المرة.."

قالت سديم و هي تشعر بأن أنفاسها أصابتها العدوى من أنفاسه فأصبحا يتشاركان ثقل هذا الألم سويا دون اتفاق مسبق..

-" لن أذهب.."

نظر بقوة في أعينهم..بينما هم بإغلاق أزرار قميصه تاركا جرحه النزيف و الميكروبات دون حائل أو منقذ..

-" أخبرتني دارين أنك تملك مشفى كبيرا هنا..لطالما أرادت هي أن تعمل به..أنا سأذهب معك..سأدخل معك غرفة العمليات إذا أردت و سيكون كل شيء تحت سيطرتك هناك فلا يوجد أحد يرغب في إغضاب صاحب المشفى أليس كذلك؟! "

ظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن