جلست سديم في البهو بينما تولى فادي حجز الغرفة و عاد إليها بالمفتاح..
وقفت فور أن لمحته قادما تجاهها..لقد أعطته الفيزا الخاصة بحسابها الدولاري إلا أن رسالة سحب الأموال لم تصلها اطلاقا..-" هل هناك مشكلة في الفيزا؟! لم تصلنِ رسالة.."
علقت سديم بقلق و فتحت حقيبتها لتبحث عن سيولة..
-" لا أبدًا لا توجد مشكلة..و لكن أرجو أن تعتبري هذه بادرة اعتذاري الأخيرة..تقولين لن يكون لنا لقاء حتى في القيامة..إذا هذا هو كل ما أستطيع فعله.."
حاول فادي اقناعها بابتسامة عذبة إلا أنها تنهدت تنهيدة عميقة زادته كدرا و محت البشاشة عن وجهه..
-" سيادة النقيب..لقد قبلت دعوتك على الطعام..و لكن لا أستطيع أن أقبل هذا أيضا..سأخرج بحثا عن أي آلة سحب و سأرد هذه الأموال.."
همت بالخروج و لكن فادي أوقفها..
-" حسنا..أعتذر..ما رأيك ترتاحين الآن فقد طلبت من أحد رفاقي أن يحضر حقيبتك من عند دارين..و في يوم السفر تتصلين أوصلك و آخذ الأموال.."
حاول فادي مسايرتها قدر الإمكان و حقا كانت هي مستنزفة الطاقة إلى الحد الذي لم تستطع في الاعتراض..
فاستلمت منه المفتاح و شكوته بتعب و انطلقت بتثاقل إلى حيث المصاعد..و ظل هو واقفا حتى اختفت هي..أخرجه من شروده اتصال وسام..بدا القلق على ملامحه و أجاب سريعا بينا يخرج من الفندق..
-" وسام؟! كيف حالك الآن؟! هل أنت بخير.."
وقف فادي أمام سيارته منتظرا رد صديقه ليحدد على أساسه ماذا ستكون خطوته التالية..
-" أنا في المنزل..هلا أتيت إليّ؟! "
قال وسام بتثاقل و كأن أحمال الدنيا سقطت على كتفيه..
-" أي منزل يا رجل هل جننت؟! لقد تركتك في المشفى بتفسي.."
كاد فادي أن يجن من فرط الأحداث المتتالية التي لا يفهمها..
-" لا طاقة لي بالجدال يا فادي..أرجوك.."
تنهد وسام راجيا و نزل فادي عند رغبته و انطلق إليه..
###فتحت العاملة الباب فور أن سمعت الجرس و انطلق فادي مسرعا إلى حيث مكتب وسام..
-" وسام.."
نادي فادي متسائلا قلقا فقد وجد وسام شاردا في البحر من خلف الزجاج..
أنت تقرأ
ظلال
Lãng mạnعلى اختلاف الجنسيات و الطباع و العادات جمعتها الظلال صدفة في حفلة لا تمت لما هم عليه أو ما يشعران به بصلة.. بدل الأضواء حل الظلام و بدل حلت أصوات الرصاص.. لبناني و مصرية..متزوج و عزباء..و لكن كلاهما يتشاركان في الآلام..في الظلال.. كيف تنتهي الحكاية...