ياسيّدة عمري بشرع المحبّين‏ عسـى بشرع الله أناديك عمري"

{ 8 }

فتحت الباب بالمفتاح بهدوء تدورها بعيونها تهمس بشكل خفيف: أملي ؟
ولكن بدون استجابة تستنتج برودة اطرافها من داهمها البرد من الغرفة الي أمامها مشت للأمام متجاهلة برد الغرفة ابتسمت تشوفها مستلقية ببلوفرها ، تقدمت تبعدها وتستلقي بجانبها ساندة رأسها بيدينها تناظر وجه أمل مغطيه الشعر الطويل رفعت أناملها تبعد الشعر عن عينها وخشمها تتأمل الشخص الي أمامها
وشامتها القريبة من ثغرها ، وبجانب حواجبها ووجنيتها
بالها متدمر من هواجيسها ومن تفكيرها عرفت ان مالها نجاة إلا لربها ثم لامل ، تفكيرها بفهيد وبزواجها الغريب ومستقبلها المجهول تجهل مصيرها وتخافه اكثر من حاضرها ، تخاف من وحشة الدنيا وفقدانها نادمة على كل لحظة اختارت مكان بعيد عن فهيد ، تكره أنها تهرب تهرب دايم ولا تلقى مجال لمشاعرها ، تكره مشاعرها ولا ودها تعصف بها وتسمع لقلبها وتجهل عقلها الواعي ، هي اتصرفت بعجل وعينها ماتشوف غير الانتقام ، أيش بيصير لو أنها اختارت تقعد جنبهم وتسمع حكاويهم وضحكهم العذب ؟ ، هي للان شايله بخاطرها عليهم كيف تركوها بهالمكان ؟ ولوحدها ولعمر بسيط صارت خريجة سجون ومروجه ؟ تمنت ماطلعت من السجن وشافتهم شافتهم مشتتين ولا اهتمو لأمرها ، متناقضة باهلها وبمشاعرها تخشى وتخفى تتهرب وتبعد تصيب أو تخيب ، مهما بدلت نفسها من قوة تبقى نفسها ذات الخمستعش سنة مراهقة وطفلة غير ناضجة ، حتى دموعها تخشى النزول تعلن نهاية العالم لو غدرت بها واستهلت تساؤلات لااجابة عنها وهواجيس تدور بها وترجع لنفس الثغرة وتغرق فيها ، أنا الغريق فما خوفي من البلل ؟
بعدت اناملها تقوم من السرير وتلتفت للسجادة الي أمامها لبست الجلال  وتستقبل القبله، ترفع يدينها تكبر وداخلها يقين بان لا مجيب لدعواتها إلا ربها ، ولا مهرب إلا لربها ، يكفي بعدها عن ربها وتختار الهروب لمكان أو لشخص
تيقن ان محد بيفهمها إلا ربها ولا يستامن خوفها وسرها إلا ربها ، تسجد وتبكي بضعف من سماع دعواتها تتردد داخلها ابسط امنيات وادركت أنها مو امنيات فقط انما حقوق ، تسلم باليمين ثم اليسار تلتفت للسجادة الي أمامها وداهمها النعاس
ماتشوف إلا شواش نظرها وسواد المكان ترتخي للأمام وتستلقي اكثر براحة بعد بكائها ودعواتها ، تنام بصعوبة
بسجادتها وبجلالها وبدموعها السائرة تحت وجنيها
'
طيف : هتان بتصك الثلاثين مو ناوي تتزوج ؟ بتصير ثلاثيني جاد
ثنيان بضحكه : طفلتي ولذيذتي
بلع ريقه هتان يناظر أمه بتوتر : لا
ميهاف : نبي شخص معنا بعد عايلتنا صغيرة
رجفت كفوفه وجفت عيونه ، يستذكر كل لحظة ،
لمن كانت زوجته وهيامه ، كان يحاول مرة ومرات يستغني عن ادمانه بادويته لأجل عايلته ومستقبله ،
يتعب أمام طاريها ولا أنهم ماجابو اسمها ، فكيف لو جابو اسمها ويدرون بحلاله ، يغمض عينه عنده علم بان بدت حالته قام يمشي للأعلى وبغرفته ، تحت استغراب الجميع وابتسامة عائشة
كنان : لهدرجة تضايق ؟
ثنيان بحزن يمثل: مين يلومه وش احلى من الزوجة ؟
طيف باصرار : ثنيان اعرس
ضحكت غيم وليث دايم طيف تحارش ثنيان ، ولا توقعو الرد منها
'
~ المغرب في أحد الشوارع بيت فهيد ~
كل شخص بغرفته ساكن ولو تجمعو بصالتهم ماتفرق
عايشين تحت ظل وجود فهيد ؛ وسوء كلمة ، عظم الله اجركم بابوكم ، تجنبو الخارج والداخل لأجل مايسمعون هالكلمة ، بيتغير حالهم ومن يفكر بإيناس
ورضى فهيد عن عائلته ، يطرق الباب بخفة ثلاث مرات
تركي التفت للباب بعد كثرة الدق وكانّه فاق من وهمه الوهمي قام بضعف يفك الباب ، شخص ماتوقعه يجي بيتهم ثاني ولا هو تحديدا
تركي باستغراب : كنان ؟
كنان بابتسامة : معليش لو ماعلمتكم اني جاي
تركي هز رأسه بالنفي يأشر للداخل: لا لا ادخل مأمن غريب
تقدم كنان بتوتر يجلس بالكنب الي أمامه وانظاره على تركي قادم أمامه يجلس : عسا ماشر ؟
دخل غيث عليهم باستغراب يجلس بجانب تركي مقطوب الحواجب
كنان بقلق: ماعندي أي فكرة كيف بفتح معاكم الموضوع بس اليوم بعد مارحتو ، عمي وابوي
حالهم مايسر
غيث بهمس لنفسه : عساهم دايم
كنان نطق : ودهم يعوضونكم بشي بسيط ولو أنهم فعلو بكم أشياء كثير ، استوعبو وفاقو من وهمهم ومن سوء خطاياهم
تركي بحيرة : ماودي أردك ياكنان عزيز وغالي وجيتك
لها حقها ، بس يكفي نحل موضوع ايناس ونبتعد هذا الأفضل
كنان تقدم بيدينه: تركي والله جايك وماجيت إلا يوم خليتهم يثقون فيني ، صدقني وثق فيني والله حالهم مو مثل اول ، عمي مو مثل قبل وابوي بعد كبرو وبأي لحظة يختفي ، وبرضو وصية عمي فهيد تكفون لا تكسرون خاطري ولا خاطرهم
غيث هز رأسه بنفي: كنان حنا ولو بندخل معاكم بندخل حرب جديد ومحد غيرك يكلمنا كويس
لية نروح لأشخاص مايبونا ؟
كنان برجى : أبوي وعمي عزموكم على المخيم والله مايبي إلا شوفتكم ، لا تردوني خايب الأمل ولو لكم معزه لي بس دقيت الصدر بوسط المجلس وقلت مالها إلا رجالها
تركي بهدوء: على خير تم وأبشر مايردك شي وأنا اخوك
كنان اعتدل يقوم وعلى ثغره ابتسامة خافية: كثر الله خيركم