لا أدري، في كُلِّ مرّة أتأمّل عيـنيـها أفقد الذاكرة
.....
تقود سيارتها متجهة إلى المطار كانت الطريق تقريبا خاليا من السيارات فقد تعدت الواحدة بعد منتصف الليل ،فتحت نافذة السيارة جاعلة من الهواء العليل يداعب خصلات شعرها شعور من الراحة و الطمأنينة جاءها أيقظها من هدوئها صوت عجلات سيارات تحدث جلبةً في المكان ورائها بدأ شعور الخوف يتملكها زادت من سرعة قيادتها حتى تعدت السرعة المطلوبة سمعت صوت رصاص و طلقات نار تتجه نحو سيارتها و صوت رجال يصرخون
توقفي أوقفي السيارة و إلا لن نتهاون في قتلك
قشعريرة خوف و رعب سارت في أنحاء جسدها أصبحت تقود كالمجنونة و تبكي من الهلع
يا الله ساعدني يا رب
سلكت طريقا مختصرا أرادت إيقاف السيارة ولكنها لا تتوقف تدوس على العجلات لا فائدة أصبحت تصرخ في ظلام الطريق و كل ما يسمع صوتها المناجي
أااااه سااعدونيي
وجدت السيارتين ورائها حتى حاصروها فأصبحت بين يديهم لا سبيل للنجاة
حتى و إن توقفتي ستنفجر السيارة هههه
أصبحت تسرع بسرعة مذهلة عبر الشوارع المتعرجة، وهم مزالوا يلاحقونها ، أنظارهم موجهة نحوها فقط هي الهدف
عرفت أنها في ورطة و لا يمكن التخلص منها تصفيق الرصاص يتواصل في الهواء وتصطدم السيارة بشكل متقطع بأعمدة الإنارة والسياجات المعدنيةوسط الفوضى، تشعر بشيء غريب تحت قدمها تلمع لمعة قنبلة صغيرة على الأرض
تندفع بالسيارة، ترتجف يديها وهي تمسك بالعجلة، تبحث عن حلاً سريعاً، تعلم أن التوقف يعني الانفجار. تنفذ بأعمق في شوارع مدينة روما المترامية الأطراف، تتجنب بعض السيارات لكنها تعلم أن الوقت ليس لصالحها،تستخدم معرفتها بالمدينة لتراوغ مطارديها، تدخل في أزقة ضيقة وممرات صغيرة، تتجنب بأعجوبة الاصطدام بالمباني، وفي كل لحظة تتسلل بخطورة بالغة يضيق صدرها و تأخذ زفيرها بصعوبة
لمحت هاتفها الموضوع بجانبها حملته بيد ترتعش من شدة الخوف متصلة بنجاتها والدها
ماذا هناك ميريا هل وصلتي للمطار
أبي ساااعدني أرجوووك لقد وضعوا قنبلة و يلاحقوني أبيي إنهمم
قبل أن تكمل كلامها تحطم هاتفها بفعل رصاصة إنطلقت من سلاح الرجال الذين يلاحقونها
ااااااااااااه
وسط هذا الهرب المحموم تسمع صوتًا يأتي من خلفها،صوت رجل يهمس بضجر وغضب "لا تفكري في الهرب، يا جميلة، لقد تعبنا من هذه اللعبة
تزيد من سرعتها و الدموع غطت عينيها من شدة سليانها
لن أتوقف حتى أن يأخذ الله رووحي أتسمعوون
يرد أحد رجال المافيا بابتسامة ساخرة، "أنت لست الأولى التي تعتقد بذلك، ولكن كلها انتهت بنفس النهاية، وأنت لن تكون استثناءً
يضيف أحدمن رجال المافيا بجدية ملموسة والذي يصاحبه و شمه الذي يغطي نصف وجهه"الوقت ينفد، اخترتي بين الركون لنا بسهولة أو الموت بالتأكيد.
.....
عند مارسيلو
يجلس على الكرسي في غرفة المعيشة وجهه مليء بالقلق والخوف، يديه ترتعشان بشدة يحاول تهدئة نفسه لكن عينيه تكشف القلق الذي يعتصر قلبه يحاول إخفاء دموعه المتأججة
ويقول بصوت متماسك مخاطبا مارسيليو الحارس
مارسيليو هل حددت مكان إبنتي هل تعقبتها أين هي
للأسف سيدي فهي لا ترتدي قلادتها لا يمكننا تعقبها
سقط قلبه كأنه مات الأن مسك ناحية قلبه و هو ينزع ربطة العنق يتنفس بصعوبة
إتصل بسانتينو أسررع
.....
عند سانتينو
أوشك على الصعود في طائرته الخاصة المتجهة إلى إسبانيا حتى جاءه إتصال يخبره عن مالذي يحدث لميريا
نظر ببرود و إستشاط غضبا
ألغي كل شيء أسررع جهز السيارات
ستيفانو
ماذا هناك صديق هل كل شيء بخير
ليس الآن ستيفانو أسرع هنالك أسود سنروضها
.....
تعبت من القيادة أنهكت يداها وهم لا يتوقفون عن إطلاق النار في السيارة بل أصبحت مكب سيارة من شدة خرابها فجأة سمعت صوت كبير لعجلات سيارات قادمة
أنت تقرأ
وتين آل بوربون 🖤
Romansفي زوايا إيطاليا الغارقة بين عراقة الحجارة وصمت الأزمنة، بدأت قصتهما. سانتينو، الرجل الذي حمل على كتفيه أوزار الماضي وندوب المافيا، يسير في الحياة كما لو كانت معركة لا تنتهي. وميريا، المرأة التي وُلِدت بروح متمردة وقلب مرهف، تبحث عن معنى الحب وسط ال...