لا تحكموا عليَّ يا قراء... فالذي مررت به ليس بالأمر الهيّن، وما عرفته عن الحياة لا يُروى بسهولة. الكاتبة التي تخطُّ بقلمي تعرفني أكثر مما أعرف نفسي، وكأنها تسرق من داخلي كل سرٍّ أخفيته حتى عن نفسي. ينادونني... سانتينو بوربون.
كنتُ يومًا ما سيدًا في...
تلمس تلك القلادة تتنهد بحسرة و تقول ميريا: هذا أخر تذكار لكي يا أمي وعدتك أن أحتفظ به لن أخلف بالوعد ،إشتقت لكل شيء فيكي لحنانك و عطفك الدائم لي ذاك إشتقت لحضنك ، لطالما ناديتني بالفراشة من سيناديني بعدك
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
مراد يراقبها من خلف باب غرفتها و الدموع لا تتوقف عن الهطول يقول في نفسه لن أسمح بحدوث شيء أخر لكي أيضا، سأحميكِ حتى أخر نفس لي ميري . ....
جلس سانتينو في غرفة الاجتماع، محاطًا برجال المنظمة، نظراتهم تترصد كل حركة منه، كما لو أنهم يبحثون عن صدع في جدار صلابته. الحديث كان يدور حول الصفقات، العمليات، الأسماء الثقيلة التي تتحكم في العوالم السفلية، لكنه لم يكن ينصت. كان هناك شيء آخر يتسلل بين الكلمات، شيء جمد الدم في عروقه.
مارسيلو بورغيسي.
ذكر أحدهم الاسم عرضًا، كما لو أنه مجرد نقطة عابرة في بحر المصالح المتشابكة، لكن سانتينو لم يسمعه كاسم... بل كضربة سيف مغروس في صدره منذ سنين. كل شيء تجمد للحظة، كما لو أن العالم كله توقف عن الحركة، ثم شعر بشيء غريب يلامس قلبه... إحساس غامض لم يختبره إلا مرة واحدة من قبل، يوم ماتت إلينا.
لم يعد يرى الطاولة أمامه، لم يعد يسمع الأصوات من حوله. عاد الزمن إلى الوراء، إلى ليلة انطفأت فيها نجمة كانت تضيء حياته، إلى مأساة لم تبرح روحه يومًا.
"مارسيلو بورغيسي..." تمتم بالاسم، لكن صوته خرج مثقلًا بالمرارة. رفع عينيه نحو الرجل الذي تفوه به، حدّق فيه نظرة جعلت الغرفة بأكملها تغرق في صمت خانق.
ثم فجأة، نهض، ركل الكرسي خلفه بقوة كادت تحطمه، قبضته اشتدت على حافة الطاولة حتى كادت أصابعه تتهشم. صوت تنفسه كان أشبه بزئير وحش خرج للتو من قفصه.
"هل تعرفون ما يعنيه هذا الاسم؟!" صوته كان مزيجًا من الغضب، الألم، والحنق المكتوم منذ زمن. "هذا الاسم يعني الدم... يعني الخسارة... يعني القانون اللعين الذي حطمنا جميعًا!"
ارتجفت أنفاسه وهو يكمل، "بسببه... بسببه خسرنا إلينا، عمتي، المرأة الوحيدة التي كانت تحبني بلا مقابل... بسبب هذا القانون القذر، ممنوع حب الأعداء، خسرت حياتها لأنها أحبت شخصًا من عائلته!"