عودة

1.4K 42 1
                                    


عندما يرحل عنك شخص عزيز، لاسيما إن كنت تعشقه....ستصبح حياتك مجرد صفحة بيضاء.
وهكذا أصبح القصر غارقًا في الحزن، يملؤه ظلام ثقيل منذ أن فارقته زوجته، تلك المرأة التي كانت ابتسامتها الشغوفة تضيء كل زاوية فيه.

في غرفة قاتمة، لا نور فيها سوى شعاع يتسلل بخفوت، كانت صورتها الكبيرة تتوسط الجدار، مؤطرة بإطار فاخر كأنها ملكة ما زالت تحكم هذا المكان حتى بعد رحيلها. ملامحها التي تشبه السحر، شعرها الأسود المتموج، والشامة التي زينت إحدى خديها وكأنها بصمة عشق أبدية.

كان يقف أمامها، ينظر إلى عينيها الجامدتين في الصورة، كأنهما تحملان كل الكلمات التي لم تُقل.

بصوت متحشرج، قال وهو يمرر أصابعه على الإطار:
"مهال... خمس سنوات وأنا أتعذب هنا..."

أشار إلى يسار صدره، حيث سكن الألم، حيث بقيت هي رغم الغياب. "اشتقتُ إليكِ... لكل تفصيلة صغيرة كانت تميزكِ، لضحكاتكِ، لوردتكِ التي كنتِ تتركينها في غرفتي..."

صمت للحظة، وكأنه يستحضر رائحتها، قبل أن يُكمل، وصوته يغرق في مرارة الذكرى:
"أبكي حينما أتذكر عِطركِ الذي لم أعد أستطيع استنشاقه... صوتكِ الذي ذهب لكنه لا يزال يرنّ في رأسي... أشعر أنه يناديني، يُربت على قلبي المحترق."

تراجع خطوة، نظراته تلتمع بجنون العاطفة، شفتاه تتمتمان بشيء كأنه وعد، أو تهديد للعالم كله:
"فقدتِ حياتكِ بسببي... والآن، سأنتقم لكِ، حبيبتي..."

مراد (بعصبية): "يا إلهي! كيف عرفوا مكاننا؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


....
مراد (بعصبية): "يا إلهي! كيف عرفوا مكاننا؟"

المجهول: "لا نعلم سيدي، لكن يجب عليك إخلاء المكان فورًا أنت وابنة أختك. الجاسوس كشف كل شيء."

مراد (بقلق يتزايد): "ميريا يجب أن تذهب إلى والدها، هو ملجأها الوحيد الآن. أخشى عليها... إنها ضعيفة وستنهار فورًا."

المجهول: "لا تقلق، سيدي. كل شيء تحت السيطرة."

مراد (بصوت يخنقه الخوف): "أتمنى ذلك..."

في هذه اللحظة، كانت ميريا تستمع بصمتٍ، ولكن دموعها بدأت تتساقط ببطء، تغرق عينيها بالألم والتساؤلات.

وتين آل بوربون 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن