43

62 12 3
                                        

ربما هو وشم داخل قلبي..
لا يمحى و لا يذهب
يزيدني عذابا فقط
في أحد أمسيات الشتاء الباردة، بينما كانت السماء تتساقط بثوبها الأبيض المهيب، في مقهى صغير على زاوية شارع مزدحم في زاوية مدينة روما حيث تلتقي الأضواء الخافتة بالأصوات الهادئة للموسيقى الكلاسيكية، جلست سيريا وحدها في زاوية مظلمة ،ترتدي ثوبا صوفيا أحمر تضع قبعة سوداء مع معطف ٍ جلدي كانت تحتسي قهوتها السوداء ببطء، تتأمل في الدخان المتصاعد من الفنجان، كأنها تحاول قراءة مستقبلها الغامض أخذت قلمها  وبدأت تكتب رسالة، لكنها لم تكن له بل كانت لنفسها، لتفرغ فيها كل الألم الذي تعانيه لماذا تركتني أعاني هكذا وحدي لماذا ؟
إشتقت لك حقا أتذكرك كل يوم في كل دقيقة
لم أحب غيرك لم أرى غيرك
أنت نور واحد وسط جنس أدم
أيمكنك مناداتي و طلب الغفران أرسل لي رسالة
ضع نرجسيتك و كبريائك جنبا تخلى عنها
لا كبرياء في الحب
بكيت قاومت لكن دموعي أخذت مجراها إستدرت للناحية الأخرى لكي لا أراك
وجدتني أنظر للسماء و أرى ضحكتك التي أسرتني قيدتني من الداخل كتقييد الأسرى بالأصداف
أصعب عليك ؟أن ترسل لي رسالة محتواها سامحيني يا روحي سامحيني يا من كانت دواء لقلبي يوما ما سامحيني يا من كانت ضوء يشع في حياتي الظلماء سامحيني يا حسنائي
هكذا أردت أن ترسل لي لكن أعرف أنه لا جدوى من ذلك أنت لم تحبني أنت نسيتني أقنع قلبي أنك لن ترسل لنا رسالة وهو ينتظر مسكين قلبي ينتظر كإنتظار الأم لعودة فلذة كبدها بعد رحيله للحرب لزلت أتعذب داخليا ...
مسحت دموعها بيد مرتجفة، نظرت إلى السماء عبر نافذة المقهى.  فجأة كأن صاعقة دربت قلبها وخز يحاوط قلبها ، كأن هذا العذاب أصبح جزءًا منها، جزءًا لا يمكنها التخلي عنه.
قاطع تأملها بائع الورد وهو يقول ماراً من جانبها:
سنيورة هل تريدين وردا ؟
أجابته قائلة:
لا شكرا لك سنيور
نظر إليها مجددا وهو يقرب الوردة الحمراء إليها:
سنيورة هل أنت ِ بخير ؟
أومأت إليه قائلة وهي تنظر سارحة بالمكان مبعدة خصلات شعرها للوراء.
جلس على الطاولة وهو يضم يديه لوجهه قائلا بوهن:
ياا إلهي سنيورة كم أنت جميلة ,mama mía كأنك أفروديت في زمانها,من يحزن هذا الوجه الجميل ؟ أتعلمين عندما رأيتك تفقدت سلتي.. 
نظرت إليه و لم تستطع كبح إبتسامتها
توقفي سنيورة أنت ِ تقتليني
وضع يده على قلبه ممازحا إياها
تفضلي هذه الوردة الحمراء لأفضل إمرأة في إيطاليا.

وتين آل بوربون 🖤(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن