أنا الناجي الوحيد من حطام الذكرى، سهى الرسام فظنه قلب ميت فأنعشه.
......
خرج الطبيب غرفة العمليات و علامات التعب بادية على وجهه
نهض ستيفانو بعينين حمراء متعبتين يتحدث
هل نهظت سيريا هل هي بخير
هكذا هو لشدة شوقه و لهفه عليها نسى كل شيء فقط يريدها هي سالمة معافاة ألقت عليه طلسم عشق فأصبح يفكر فيها فقط أخذت وقته كأنه عرفها منذ زمن وليس قبل بِضع أيام حتى قلبه و عقله أصبحا ضده كأنهما يقولان مهلكتنا تلك المرأة لا محالة.
أسف لقول هذا سنيور لكن حالتها حرجة لقد تضرر الكبد و رئتها اليسرى لم تعد تعمل كما يجب إضافة إلى ذلك توقف قلبها مرتين لولا قيامنا بالصدمات الكهربائية،تمنى لها الشفاء فوحده الله القادر على ذلك"
ستيفانو
ماذا تقوول هل تمزح و بدأ يضحك كالمجنون و يضرب الحائط بيده.
هرب الطبيب من شدة خوفه من هذا المجنون و حالته تارك إياه كأنه مدمن مخدرات يحتاج إلى جرعته لكي يهدأ
يصرخ و يقول
سيريااا سأقتله سأقتل الحقيرر ذاك
خرج من المشفى وهو يتمخور في مشيته حتى جاءه إتصال من سانتينو
نعم ماذا هناك amico
أين أنت
كنت في المستشفى
ماذا هناك
أخبره بما حدث معه و مع سيريا
حسنا دعني أتكفل بالذي أطلق النار لا تقلق
لااا إياك أن تفعل شيئا دع الأمر لي
ستيفانو إياك أن تقع في مصيدة لعنة الحب فهذا ليس من شيمنا الوحوش لا تحب لم نولد لنحب ستيفانو العالم ضدنا و نحن ضده القوانين ضدنا و نحن معها تذكر هذا.
أتذكر يا amico
أنهى المكالمة حتى وجد نفسه مقابلا للكنيسة
تتسلّل أنفاس المطر من النوافذ الملوّنة، تلمس الصليب المعلّق فوق المذبح، وتترك على وجه المسيح ظلًّا من الدموع.
كانت الكنيسة شبه خالية، إلا من شموعٍ ترتجف عند أقدام تمثال العذراء.
وفي ذلك السكون، كان ستيفانو راكعًا أمام المذبح، رأسه منحنٍ، يداه مضمومتان إلى صدره كطفلٍ تائه.
همس بصوتٍ يختنق بين الدموع:
"يا ربّي وإلهي، يا من غفرتَ لمن أنكرَك،
أنا لا أطلب رحمةً لي، بل حياةً لامرأةٍ أحببتُها حتى العذاب.
لقد حملتُ خطيئتي في قلبي كما يُحمَل صليب،
لكن إن كانت خطيئتي ثمن خلاصها... فاقبلها عني، يا ربّ، واجعلني فداءها."
أطرق رأسه أكثر، وانفلتت منه شهقة تشبه اعترافًا متأخّرًا.
دخل الأب ماتيو — الكاهن العجوز — بخطواتٍ صامتة، يحمل مسبحته في يده،
اقترب بوجهٍ يفيض حنوًّا وقال:
— "يا بنيّ، لقد سمعتُ صوتك من المذبح. الربّ لا يُفدى بالخطيئة، بل بالمحبّة الطاهرة.
لا تطلب من الله أن يخلّصها بخطأٍ جديد، لأنّ الربّ لا يقبل إلا ما يُقدَّم بالنور."
رفع ستيفانو وجهه، وعيناه تغليان بحرارة الإيمان والتمزّق:
"يا أبتي، إنّ حبّي لها أكبر من طهري.
كيف أُصلّي بصمتٍ بينما الموت يقترب منها؟
إنّي أُصلّي بكلّ ما أنا عليه، بخوفي، بخطيئتي، بضعفي...
أفلا يسمع الربّ صوت مَن يُحبّ حتى الخطيئة؟!"
وضع الأب ماتيو يده على رأسه وقال برفقٍ يشبه الاعتراف:
— "يسمعك يا بني... يسمعك، لأنّه يعرف أنّك تُحبّ يعرف ما في الصميم"
لكن لا تنذر بالظلمة، انذر بالنور. صَلِّ لا لتُنقِذها فحسب، بل لتطهُر أنت أيضًا."
أغلق ستيفانو عينيه، وأخذ نفسًا طويلًا من البكاء ثم قال:
" . "يا ربّ، إن كتبتَ الفناء عليّ، فامنحها الحياة، ليكن موتي صلاتي الأخيرة.."
ثمّ سجد بصمت، وبقي المطر خارج الكنيسة يُرنّم كأنه قدّاسٌ من أجل عاشقٍ ضلّ طريق السماء.
.....
أتمنى أن تكونوا بخير 🤍أريد منكم دعم للرواية شكرا حبيباتي
معلومة أنا مسلمة لكن بما أن كافة الإيطاليين مسحيين من ديانة الكاثوليك قررت أدخل القليل من المعلومات .
أي أسئلة تفضلوا 🤍
أنت تقرأ
وتين آل بوربون 🖤(مكتملة)
Romanceلا تحكموا عليَّ يا قراء... فالذي مررت به ليس بالأمر الهيّن، وما عرفته عن الحياة لا يُروى بسهولة. الكاتبة التي تخطُّ بقلمي تعرفني أكثر مما أعرف نفسي، وكأنها تسرق من داخلي كل سرٍّ أخفيته حتى عن نفسي. ينادونني... سانتينو بوربون. كنتُ يومًا ما سيدًا في...
