دخلت للقصر بعد أن ركنت سياراتها ،بمجرد دخولها وجدت أن رائحة الطعام تملئ المكان إبتسمت و قالت في سرها
روزالبا و طبخها الذي يجعلني كالدبة إن رأيت الطعام
صعدت لغرفتها لتغير ثيابها ذات الطابع الفرنسي ممسكة بملفها ، ألقت الملف على السرير وبدأت تتخلص من ملابسها التي ارتدتها خلال يوم العمل الطويل. تأملت نفسها في المرآة للحظة، ثم اختارت فستانًا أرجوانيا خفيفًا يناسب أجواء المنزل الدافئة.بعد أن انتهت من تغيير ملابسها، التقطت ملف التصاميم مجددًا وبدأت تتصفح الصفحات، عيناها تتأملان كل خط وكل تفصيل بعناية. كانت تعلم أن هذه التصاميم ستكون مفتاح النجاح لمشروعها القادم.
سمعت صوت خطوات تقترب من باب غرفتها، ثم طرقات خفيفة. "تفضلي، روزالبا"، قالت بابتسامة وهي تنظر نحو الباب.
فتحت روزالبا الباب ودخلت بابتسامة دافئة على وجهها. "العشاء جاهز، يا سيدتي. هل تحتاجين إلى شيء قبل أن تنزلي؟"
أجابت بابتسامة: "لا، شكرًا لك يا روزالبا. سأكون في الأسفل خلال دقائق". وضعت الملف جانبًا ونهضت من مكانها، متجهة نحو روزالبا. "ورائحة الطعام تبدو شهية كالمعتاد. لا أستطيع الانتظار لتذوقه".
ابتسمت روزالبا بفخر وقالت: "أنا سعيدة أنك تستمتعين بطبخي، سيدتي. لقد أعددت بعض الأطباق الجديدة اليوم. أعتقد أنك ستحبينها".
ياإلهي روزالبا هل هو حقيقي ما أراه إنه قلب اللوز تحليتي المفضلة سلمت يداك حقا .
إبتسمت الأخرى قائلة
بالصحة و الهناء ميري
هكذا أحب أن تناديني وليس سيدتي
ههه حسنا كما تريدين يا صغيرة
إجلسي و كلي معي رجاءً و لا سبيل للرفض
حسنا أعرف أنك عنيدة و سوف تنكدين
جلست وبدأت تستمتع بالوجبة، تتحدث مع روزالبا حول اليوم الذي مضى وخططها للمستقبل.
حتى تكلمت قائلة
صحيح روزالبا أين أبي و ذلك الشرطي ؟
لقد ذهبوا للشركة
عجبا !ألم يقل أبي أن عليه البقاء في المنزل و عدم الخروج لسيما إن كان خطر على حياته
لا أعلم عزيزتي طلب منه أن يأتي معه في الحقيقة لقد مل في المكوث دائما في المنزل.
نعم صحيح ،غير أنه شخص لطيف لم نرى منه أي سوء
نعم يبدو كذلك لكن نظراته كلما رأك لا أعلم ماذا يصيبه لقد رأيته مئات المرات يا صغيرتي ينظر لك بخلسة ،يبدو أن الشرطي وقع ولم يسأل عنه أحد
روزالبا ما هذا الذي تقولينه! أرجوك لا أريد سماع أي شيء .
ميريا أي أحد يتمناك يا حبيبتي أنتِ سيدة حسن و جميلة أيضا و مميزة و ذات جمال عربي نادر كل هذا و تريدين منه أن لا ينظر لكِ هل جننت يا إمرأة.
إبتسمت الأخرى بخجل و حيرة قائلة
لكنني لا أريد روزالبا أي شيء من الحب...حتى و إن ذلك صحيحا لا أريد روزالبا أنسيتِ أنني متزوجة على الورق مع السيد سانتينو لا أريد المزيد من المشاكل روزالبا
تنهدت الأخرى قائلة تمسد شعرها
حسنا صغيرتي لا تقلقي المهم أن تبقي أنتِ بخير دائما و أرى إبتسماتك التي تذكرني بأمك مهال .
إن شاء الله
.....
كيف حالك يا حفيدي الغالي
خارجيا بخير يا جد داخليا كأن نارا تشب و تنهشني
نظر إليه الأخر بحزن قائلا:
"سانتينو لا أريد أن أموت و أنا أراك هكذا أريد منك أن تؤسس حياتك أن تعود كما كنت من قبل ،أن تعود كما تركتك عمتك إلينا ،إن قلبي يؤلمني كلما أراك هكذا يا حفيدي.
لا تقل هذا يا جد ستكون بخير الأمر فقط أني لا أعلم ماذا يحصل لي...
تنهد مكملا بحيرة
منذ أن إلتقيت بذلك الرجل في المسجد لا أعلم ماذا يحدث لي كأن هناك شيء يناديني من الداخل شيء لا أعلم ما هو...
قاطع حديثه جده قائلا:
"عن أي رجل تتحدث سانتينو ؟
كنت أعقد صفقة في المطعم حتى سمعت صوت أول مرة أسمعه كان يعم المكان و رأيت الناس يتجهون نحو مكان إسمه مسجد على حسب ما علمته يقولون أنه مكان يصلي فيه المسلمون يتبعون ديانة الإسلام يقولون عنهم بأنهم يتبعون كتاب إسمه القرآن الكريم.
قاطع كلامه جده مبتسما مردفا:
نعم سمعت عنهم يا سانتينو كما أن عائلة بورغيسي مسلمين
نعم أعلم هذا ولكن لم أظن أن دينهم جميل هكذا يوجد أشياء لم تذكر في ديانة الكاثوليك ،لا أعلم يا جد ماذا أفعل إنني تائه.
إتبع قلبك يا سانتينو إتبع قلبك إلى أين يرشدك .
.....
جالسة في غرفتها، تتأمل نفسها في صمت قاتل، والدموع تنساب بغزارة من عيونها المرهقة. تمسك المرآة المعلقة بيد مرتجفة، وتهمس بصوت مبحوح:
أنت تقرأ
وتين آل بوربون 🖤
Romanceفي زوايا إيطاليا الغارقة بين عراقة الحجارة وصمت الأزمنة، بدأت قصتهما. سانتينو، الرجل الذي حمل على كتفيه أوزار الماضي وندوب المافيا، يسير في الحياة كما لو كانت معركة لا تنتهي. وميريا، المرأة التي وُلِدت بروح متمردة وقلب مرهف، تبحث عن معنى الحب وسط ال...