49

16 2 6
                                    

مر وقت طويل لم أكتب إليك
إليك أخر مستنجداتي...إليك أسراري و كل شيء أكتمه داخليا إليك أخر قطعة صبر أخزنها بداخلي
لم أنساك....لم أنساك ..

...

"عيناكِ السوداوان هما ملاذي، أغرق فيهما وأجد نفسي. تلك الشامة التي تتزينين بها، هي طوق نجاتي في عالم يضج بالضياع. عبق شعركِ الأسود هو نسيمي، يحيطني كعطر لا يفارقني. أما صوتكِ، فهو ملجئي حين تهب العواصف داخلي. أحبكِ بكل ما فيّ، بكل نبضة، بكل همسة، وكأنني أخشى أن تختفي قبل أن أتمكن من قول كل شيء."

ميريا الحياة
ميريا الرهف و الشوق
ميريا موطني بينما أنا لاجئ لها
ميريا و ميريا و ألف حديث عنكِ يا جميلتي و لا أمل منكِ...
...
إلى أي مدى أحببته يا ميريا ؟
لدرجة أنني حدثت الله عنه ثم بكيت
...

نظر سانتينو في عينيها بعمق، وكأن كل شيء في هذا العالم توقف عند تلك اللحظة، ثم قال بصوت مشحون بالشغف والألم: "ميريا، حبي لكِ ليس كحب البشر، بل كأنه مكتوب في السماء منذ الخلق... لو أنني فقدتكِ، ستتوقف الأرض عن الدوران بالنسبة لي، سأكون كالبحر بلا أمواجه، كالقمر بلا نوره. أنتِ قدري الذي لا مفر منه، ولو اضطررت أن أعبر محيطات كل العالم لأبقى بجانبك، فسأفعل ذلك دون تردد."

عندما فتح عينيه أخيرًا، كانت الرؤية ضبابية في البداية، لكن الصورة التي بدأت تتضح أمامه كانت مألوفة، مملوءة بالحب والألم معًا. كانت ميريا هناك، تقف أمامه، بدموعها التي لم تتوقف، ووجهها الشاحب الذي يعكس شهورًا من الحزن والانتظار. نظر إليها وكأنه يراها لأول مرة بعد غياب طويل، وكأن روحه كانت تائهة في ظلام عميق حتى عاد ليجد نورها.

بلا تفكير، مد يديه المرتعشتين نحوها وعانقها بكل ما بقي لديه من قوة. ضمها إلى صدره كمن يحاول أن يثبت وجوده في الحياة من جديد. دفن وجهه في شعرها، واستسلم للدموع التي انفجرت من عينيه. كان يبكي بحرقة، كأن كل ما مر به من ألم ومعاناة في الأشهر الماضية وجد طريقه للخروج الآن.

"ميريا..." همس بصوت متهدج، وكأن نطق اسمها يعيده للحياة مرة أخرى. "ظننت أنني لن أراكِ مجددًا..." انهمرت دموعه على شعرها، بينما كانت يديه تتشبثان بها وكأنه يخشى أن تبتعد عنه. "لا أستطيع أن أعيش بدونك... كنت أحارب في الظلام، لكن صوتك، وجهك... هما ما أعاداني."

كانت كلماته مليئة بالبكاء، كل كلمة تحمل معها شهورًا من الألم والخوف. دموعه كانت تمزج مع دموعها، في تلك اللحظة التي لا تحتاج إلى أي تفسير.
عانقها بشدة، وكأن قلبه يحاول اللحاق بكل نبضة فاتته خلال غيابه عنها. لكنه لم يستطع السيطرة على الألم الذي يغمره. كانت الغصة في حلقه تخنقه، الكلمات التي أراد أن يقولها ظلت حبيسة داخله، مملوءة بالحزن الذي تكدس في روحه طيلة الأشهر الماضية. رفع وجهه قليلاً عن شعرها، لكن عيناه كانتا مثقلتين بالدموع.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وتين آل بوربون 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن