سانتينو... أين أنت؟
إشتقت لك حقاً، حتى صارت الأشواق ألمي الأكبر، أفرطتُ فيني إلى هذا الحد؟ أتراك ستدرك كم هو ثقيل هذا البعد الذي يأكلني يومًا بعد يوم؟ أين أنت، يا عزيز الروح؟
أريد لقياك، فقط دقيقة واحدة، لأعانقك، لأشعر بوجودك، أن أسمع صوتك الذي كان يلملم شتاتي.
جفَّت دموعي، وقلبي يذوي سانتينو، إنها أنا، ميريا، حبيبتك التي كنت تغمرها بأمانك. عد إليَّ... أكاد أموت شوقاً، عد إليَّ، حتى وإن كانت المرة الأخيرة. المهم أن ألمح عينيك مرة أخرى، وأشعر بذلك النبض الذي كان يغمرني بألفة الدنيا كلها.
أشتاق لتلك البحة في صوتك عندما تناديني. أشتاق لإسمي بين شفتيك، وكأنه قدري، وكأنك تروي ظمأ عمري. ماذا أفعل بدونك؟ ها أنا هنا، هالكة يا سانتينو، متعبة، وكأن الحياة تستنزف منّي شيئاً فشيئاً، لم أعد أقوى على الاستمرار.
سانتينو... كل الأماكن التي شهدت لقاءاتنا باتت فارغةً، صامتة، وكأنها تدرك حزني وتتضامن معي. أسترجع كلماتك، تلك الهمسات التي كنت تزرعها في أذني بحنان لا يشبهه شيء. لكنك غائب، والصدى الذي أسمعه كسراب، يُبكيني أكثر.
أعيش بين الذكريات، أتلظى بنار حبك وأتألم، كأنك معي بروحك، وفي الوقت ذاته بعيدٌ لا أقدر على الوصول إليك.
أنا لم أنساك يا سانتينو... كيف لأنساك وأنت محفور في عمق روحي؟
أنت تسكن في كل تفاصيل حياتي، في كل زوايا غرفتي، في عطر قميصك الذي بقيَ عالقًا . أستيقظ كل صباح وأنت أول ما يخطر ببالي، أغمض عيني، أراك، أفتحها، أبحث عنك، فأجدني وحيدةً مجددًا، ولكن بروح تحملك معها أينما ذهبت.
لم أنساك ولن أنساك، مهما طالت الأيام واشتدت عليّ الأوجاع. كل كلمة قلتها لي، كل ابتسامة رسمتها على شفتيك أمامي، كل لحظة عشناها معًا ما زالت تتردد في ذاكرتي كأغنية حزينة لا تنتهي. أنا أعيش بين الذكريات، أعيش بين حروفك، أتنفس عبقك وأتلظى بحبك.
هل تتذكر تلك الليالي الطويلة التي كنا نتحدث فيها؟ كم كنا نخطط للأيام القادمة، للأحلام التي كنا سنبنيها معًا... واليوم، أصبحت تلك الأحلام مجرد أطلال أزورها وحدي، أبحث عن بقاياك فيها، كأنني أبحث عن آخر قطعة من روحي المبعثرة.
سأظل أحبك حتى آخر رمق، حتى وإن كنت أنت الآن بعيدًا عني.
سانتينو... إن عاد الزمن يوماً، أعدك أنني سأظل في انتظارك، سأظل هنا، حيث تركتني.
هنا غيدائك هنا حبيبتك ميريا ...
ميريا: "سانتينو... ، والله حاولت. ولكن كل مرة، كل مرة أغمض فيها عينيّ، أشعر وكأنهم يشعلون نارًا في صدري، كأن خنجرًا ملتهبًا يغوص ببطء في قلبي، يُدميه بلا رحمة. أتدري كم هو مؤلم أن تحاول نسيان من كان حياتك؟"
سانتينو :"ميريا، لو كنت أعلم أنني سأكون سببًا لهذا الألم، لما سمحت لنفسي بالرحيل. لم أكن أريد أن أكون الجرح الذي لا يندمل، الندبة التي لا تزول."
أنت تقرأ
وتين آل بوربون 🖤(مكتملة)
Romanceلا تحكموا عليَّ يا قراء... فالذي مررت به ليس بالأمر الهيّن، وما عرفته عن الحياة لا يُروى بسهولة. الكاتبة التي تخطُّ بقلمي تعرفني أكثر مما أعرف نفسي، وكأنها تسرق من داخلي كل سرٍّ أخفيته حتى عن نفسي. ينادونني... سانتينو بوربون. كنتُ يومًا ما سيدًا في...
