44

45 4 2
                                    

مذكرة سانتينو بوربون 31 من أغسطس إيطاليا فنيس منتصف الليل

تعود بي الذاكرة إلى الأيام التي كنت فيها الكابو الإيطالي. حياة لم تكن سهلة، مليئة بالظلام والعنف، كل يوم كان معركة جديدة، وكل ليلة كانت تخفي في طياتها أشباح الماضي وآلامه. كابو في عالم لا يرحم، حيث الأصدقاء والأعداء يتغيرون بغمضة عين، وحيث الثقة عملة نادرة. لقد قضيت سنواتي تلك وأنا أبحث عن شيء يضيء حياتي، شيء يخرجني من دوامة الظلام التي أغرقتني ثم جاء اليوم الذي التقيت فيه بميريا. امرأة لم تكن مجرد حب حياتي، بل كانت نورًا أضاء كل زاوية مظلمة في روحي. حبها كان كالسحر، حول الألم إلى فرح واليأس إلى أمل. كانت ميريا تملك قدرة غريبة على لمس أعمق جروحي بلطف، وعلى جعل كل لحظة معها تحمل معنىً جديدًا وسعادة لم أكن أعتقد أنني سأعرفها يوماً ،أعلم أنهم لن يصدقوني و سيقولون عني مجنون ولكن ها أنا أقولها للأجيال القادمة سانتينو بوربون أحب إمرأة عربية و هام بها عشقا
لكن القدر ليس رحيماً دائماً. أعيش الآن في خوف دائم من المستقبل، من الأيام التي قد تعود لتأخذ مني كل شيء . أفكر في العذاب الذي قد يواجهني، في اللحظات التي قد أفقد فيها كل شيء، وربما حتى حياتي. لا أستطيع أن أنسى أنني عشت حياة ملطخة بالدماء، وأن هناك دائماً ثمن يجب أن يُدفع. القرار الذي إتخذته و لم أندم عليه يوما هو دخولي لدين الإسلام دين الحق على الباطل ،الدين الذي أنار لي بصيرتي،يا ميريا، إذا كنت تقرأين هذه الكلمات، اعلمي أنك كنت أجمل شيء حدث لي. لقد حولتِ حياتي من ظلام دامس إلى نور ساطع. حتى وإن كان المستقبل يحمل في طياته عذاباً محتماً، وحتى وإن كان الموت قد يكون مصيري، فإنني سأظل أحبك يا ميريا على عهدي حتى أموت يا غيدائي ،والله يا ميريا إنني خائف عليك أكثر من نفسي انت روحي كيف لا يخاف الإنسان على روحه! لا وجود لي بدونك أنت ِ ،لا وجود لسانتينو بدونك يا عربيتي كحلة العينين ،إسمك محفور في كل ثنية من ثنايا قلبي.
ميريا أنتِ  هدوءُ قلبي وصخبهُ في آنٍ معاً ".
عندما يحين الوقت ستقرأين هذه المذكرة ستجدينها كما وجدك قلبي .

وتين آل بوربون 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن